استهلّ قيصر الأغنية العربية الحفل بمجموعة من أشهر أغانيه التي نالت إعجاب الجمهور على مر السنين، وأدّى باقة متنوعة من أعماله بدءا بأغانيه الرومانسية العاطفية ذات المعاني الرقيقة والحسّ الرفيع والتي أحبها الجمهور وردّدها معه كلمة بكلمة نذكر من بينها "قولي أحبك" و"حبيبتي والمطر" و"كلك على بعضك حلو". وتصاعد إيقاع الحفل ومعه ازداد تفاعل الجمهور بشكل لافت، جمهور كان في انتظاره منذ الرابعة عصرا أمام أبواب المسرح الأثري مستعدّا لمشاركته برنامج الحفل بكلّ فقراته والتي راوح فيها بين أغاني بالفصحى (كلمات الشاعر السوري نزار قباني) وأغانيه المكتوبة بالعامية العراقيّة ذات الشجن الجميل فغنّى معه بصوت واحد وحماس كبير "هل عندك شك" و"زيديني عشقا" و"يضرب الحب" و"أحبك جدا" و"هلا بالحلوة السمراء" التي تغنّى فيها بتونس وجمالها.
سادت الحفل أجواء من الدفء والعاطفة، حيث تماهى الجمهور في عالم من الإيقاعات الساحرة والمعاني الراقية والصوت الرائع... لكل لحظة في الحفل خصوصياتها من النغمات الرومنسية إلى الألحان المبهجة.كما كان تفاعل الجمهور مع كل أغنية شاهدا على العلاقة الوثيقة بين القيصر وجمهور قرطاج الذي شاركه في أداء معظم أغانيه بحماس، معبّرا عن فرحته بلقاء نجمه العربي بعد غياب خمس سنوات عن ركح قرطاج حيث لم يترددوا في رفع هواتفهم لتوثيق هذه اللحظة الفريدة وتخليدها.
في ختام حفله بمهرجان قرطاج الدولي، اختار كاظم الساهر أن يؤدي أغنيته الشهيرة "قولي أحبك كي تزيد وسامتي"، والتي تعد من أبرز وأجمل أغانيه. الأغنية تتميز بكلماتها الرومانسية وألحانها الساحرة، وقد قدمها الساهر بأداء يعكس عذوبة صوته ومدى إحساسه بجمال كلمات نزار قباني، فكان تفاعل الجمهور أكثر من رائع، حيث استمتع بهذه الأغنية بشكل مثير ومؤثر. فشكّلا (القيصر والجمهور) لوحة فنيّة متكاملة في تناغمها وانسجامها لا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر. كما يعكس اختيار هذه الأغنية كختام للحفل اهتمام هذا الفنان بنقل رسالة حب وجمال إلى الجمهور، مما جعل اللحظة أكثر خصوصية وخلّدها في ذاكرة الحاضرين.
أثبت الساهر مرة أخرى أنه رمز من رموز الموسيقى والطرب العربي، ليضيف بذلك إلى سجلّ مهرجان قرطاج الدولي صفحة جديدة مطرّزة بالفن وأجمل الذكريات.
تعود علاقة كاظم الساهر بمهرجان قرطاج الدولي إلى سنة 1994، حيث ساهم هذا المسرح الروماني ومهرجان قرطاج العريق في صنع نجوميّته وتألقه على المستوى العربي. ومنذ ذلك التاريخ صارت مشاركاته في فعاليات المهرجان حدثا فنيّا كبيرا ينتظره الجمهور التونسي بلهفة وشغف. علما وأنّ آخر مشاركة للساهر في المهرجان تعود لسنة 2018... وها هو اليوم يؤكد أن مكانته في قلب جمهوره وعشاقه ثابتة لا تتغير.