سينوغرافيا وإخراج آسية الجعايبي وإنتاج شركة "فاميليا للإنتاج". بدات المسرحية من خارج مدارج المسرح حيث توجه صوت متكلّم الى الجمهور يذكّره بآداب الفرجة من إغلاق للهاتف الجوال وعدم التشويش وغيرها ثمّ يُتابع الصوت تقديم العمل والشخصيّات قبل أن يفاجئ بعض الحاضرين بدعوتهم للصعود على الركح. تدور أحداث مسرحية "مدام م." حول أسرة تتكون من أم أرملة "مليكة" و5 أبناء، وهم "منى" و"مراد" و"مهدي" و"مينا" و"موسى".
تبدو الأسرة سعيدة أفرادها منسجمون إلى أن ظهرت "هاجر" وهي صحفية نشرت مقالا عن تورط هذه الأسرة في انتشار الجرذان في الحي مما نتج عنه انتحار"مهدي" لشعوره بالظلم وتشتيت أفراد الأسرة. ينتقد العمل الصحفيين الذين يبحثون عن السبق الإعلامي قبل التحري وتسابقهم في نشر الإشاعات والأخبار الزائفة مما ساهم في انهيار القيم المجتمعية وتقسيم المواطنين . الصحفية "هاجر" كانت غائبة ركحيا يمثلها كرسي أحمر اللون، وفي ذلك مقاصد عديدة منها رمزية الكرسي إلى السلطة ورمزية اللون الأحمر إلى الخطر وحالة الطوارئ.
يحاول افراد العائلة كل من جهته الانتقام من "هاجر" بطريقته الخاصة حتى التخلص منها مما يزيد الاحداث تعقيدا حيث يظهر صراع اخر ألا وهو الاختلاف بين "مدام م." وأبنائها وصراع اخر بين الابناء فيما بينهم مما يمحو الصورة النمطية لعائلة مستقرة ومتماسكة. تقدم المسرحية لوحات مختلفة بين الرقص والشجار والاحتفال والنقاشات المطولة كما انها لا تخفى شيء عن الجمهور، من تغيير الملابس والديكور فيما شكلت الاضاءة عنصرا هاما في كشف واخفاء الحقائق.
العرض دام ساعة ونصف من المراوغة المتواصلة وعدم النطق بالحقيقة سوى في الأخير حيث تبين أن ما يجمع الأبناء ليس الأم بل قالب حلوى عيد ميلاد الأم، حيث يجلس الجميع لاقتسام الحلوى وفي ذلك اشارة لاقتسام السلطة وتقسيم البلاد وإشارة الى ان الطبقة السياسية بدورها ساهمت الى جانب اعلام المجاري في تردي الاوضاع في البلاد.