ثقافة

ملوك الطوائف / ملوك العصر

تونس / نيوز اونلاين / المسرحية الغنائية اللبنانية ملوك الطوائف والتي قدمت عرضين متتاليين على ركح مسرح قرطاج الاثرى، لقيت استحسانا كبيرا من الجمهور العريض الذى تابع العرضين ووقف لمدة 15 دقيقة يحيى ابطال الفرقة التى قدمت خلال ثلاث ساعات عرضا مبهرا لملحمة سقوط الأندلس والتناحر الذى شهدته هذه الممالك فى ذلك الوقت على يد ملوكها الذين كان يسعي كل منهم إلى الحفاظ على مملكته حتى ولو تحالف مع الشيطان.

مملكة الطوائف وسقوط غرناطة واشبيلية وغيرها من الممالك وانتهاء الحضارة العربية الإسلامية فى الأندلس نتيجة تأمر ملوكها على بعضهم ، مرورا بالاستعانة بالاجنبى والتحالف مع الآخر، يعد إسقاطها مباشرا على ماتعيشه المنطقة العربية حاليا من حالة من الفرقة والتشرزم والتأمر على بعضهم البعض وبيع القضية الفلسطينية ككل دون الالتفات إلى ان العدو واحد والخصم واحد وهو يريد الحصول على ثروات الأمة العربية والسيطرة والهيمنة على أنظمة الحكم فيها حتى تدور فى فلكه هو ولمصلحته فقط .

بالعودة إلى المسرحية فنيا فسوف تجد ان امامك نص أعد بشكل جيد وإخراج يتحكم ببراعة فى تسلسل المشاهد إلى جانب موسيقى تصويرية غاية فى الإبداع تعيدك إلى الزمن الجميل من مسرحيات فيروز ، تلك الموسيقى التى أبدع فيها أسامة الرحباني كفنان متألق لا كتشاف مساحات واسعة فى أصوات المتألق غسان صليبا والمطربة هبة الطوجى التى عوضت كارول سماحة فى النسخة الجديدة، ناهيك عن الملابس وتناسبها وتناسقها التام مع ذلك العصر ، إلى جانب ديكور وتصميم مبدع للرقصات والاداء المتميز من الفرقة ككل.

مبروك لمهرجان قرطاج ومدير الدورة الحالية مختار الرصاع على هذا الخيار ، وكذلك تحية إلى وزير الثقافة محمد زين العابدين على التنوع الثري فى الخيارات المتنوعة وخاصة العربية منها .