أما المحطة الثانية فستكون مع ” الأسرة التونسية شريك في نشر ثقافة الكتاب والمطالعة” وفيها تركيز على دور الأسرة في اكتساب الناشئة عادة القراءة والبحث عن المعرفة، فهي الحاضنة الأولى والمؤسسة المؤثرة في تكوين الفرد نظرا لأهميتها ودورها الفاعل في المشاركة في ترسيخ عادات المطالعة باعتبارها سلوكا ثقافيا يهم كل مرحلة من مراحل نمو الفرد خاصة منذ طفولته الأولى. وسيكون عمل المكتبات العمومية، في هذه المرحلة، في دعم التربية الأسرية الواعية، وذلك بتوفير الكتاب والمعلومات والمهارات والسلوكيات والقيم والاتجاهات التي يحتاجها الفرد لترشيد سلوكه وضبط ميولاته وتهذيب ذوقه لمكافحة بعض انحرافات الشباب السلوكية والفكرية، بالإضافة إلى تفعيل مبدأ الشراكة بين المكتبة والأولياء وإيجاد صيغة توفر للولي أو غيره من أفراد العائلة فرصة حقيقية يساعد فيها منظوره على بناء ذاته.
أما المحطة الثالثة فستكون تحت شعار ” المكتبة العمومية تفتح أبوابها للفئات الهشة” وفيها ستعمل المكتبات على توفير الخدمات الملائمة لحاجياتهم حتى يتمكنوا من التعايش مع مجتمعهم وإثبات ذواتهم في المجتمع. وفي هذا السياق، تعمل المكتبات العمومية على تقديم خدماتها لمختلف فئات المجتمع دون تمييز (مؤسسات السجون والإصلاح، المرأة الريفية، ربات البيوت، ذوي الاحتياجات الخصوصية…)، وتتعامل مع كل فئة هشّة بما يتوافق مع ظروفها وما يمكنها من القراءة والتثقيف.
كما تعمل المكتبات على تفعيل الأدوار الجديدة للمكتبة العمومية الهادفة إلى المساهمة في الحد من نسب الانقطاع المدرسي والانتحار خاصة في سنّ مبكرة، وبعث برامج تثقيفيّة وترفيهيّة بالمستشفيات لفائدة المرضى وخاصة الأطفال والمسنين…