الفنان المصري قاد "ثورته الإبداعية" على المسرح وفي السينما والتلفزيون، فترك أثراً عميقاً بالذاكرة الفنية العربية، وحصَد شعبية واسعة طوال عقود. قدّم سعيد صالح أكثر من 500 فيلم وما يفوق 300 مسرحية، مع 35 مسلسلا تلفزيونيا ونحو 20 مسلسلا إذاعيا، لكن ظل الفن الرابع "بيته الحقيقي" وسبيله نحو نجاحات عدة. بعد حصوله على ليسانس الآداب عام 1960، عمل النجم الراحل في مسرح التلفزيون، حيث اكتشفه حسن يوسف، كما شارك عادل إمام في كثير من أعماله السينمائية. واشتهرت مسرحيات سعيد صالح بالأغاني والاستعراضات، فقد أدى ولحّن كثيراً من الأغنيات لبيرم التونسي وأحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد، كما تضمّنت أعماله رسائل سياسية بطابع كوميدي. وفي معظم لقاءاته التلفزيونية أو الصحفية كان سعيد صالح يؤكد انتماءه إلى المسرحK ومدى اهتمامه وشغفه بالفن الرابع، واصفاً نفسه بـ"فتى المسرح".
ومن أشهر مسرحياته "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت" و"هاللو شلبي" و"البعبع"، فضلاً عن "الشحاتين" و"قاعدين ليه" و"حلو الكلام" و"كعبلون" التي أثارت ضجة كبيرة وقت عرضها. وفي السينما شكّل الفنان الراحل ثنائياً فنياً مع عادل إمام، إذ ربطتهما علاقة صداقة قوية، تجسّدت في أبرز أفلامهما "سلام يا صاحبي" و"الهلفوت" و"على باب الوزير" و"أنا اللى قتلت الحنش" و"المشبوه"، وغيرها. كما قدّم سعيد صالح أفلاماً سينمائية عدة مثل "كوم الشقافة" و"الناس الغلابة" و"نأسف لهذا الخطأ" و"العايقة والدريسة"، إلى جانب "أين عقلي" و"بمبة كشر"، و"الحرامي". ومن أعماله على الشاشة الكبيرة أيضاً "الأزواج الشياطين" و"جواز بقرار جمهوري" و"متعب وشادية". وتنوّعت أدواره بين الشرير والبسيط و"خفيف الظل"، وعلى الرغم من كونها لم تندرج ضمن البطولة المطلقة ولكنها بقيت عالقةً في الأذهان. ونجح صالح كذلك في مسلسلات كثيرة على غرار "أحلام مؤجلة"، "دموع في حضن الجبل"، "أوان الورد"، "عودة الروح". سنة 2005 تعرّض لآلام حادة في القلب نتيجة ضيق 3 شرايين، ما تطلب إجراء عملية قلب مفتوح. وظل سعيد صالح يواجه المتاعب الصحية لسنوات عقب إصابته بمرض السكري وجلطة في المخ، حتى رحل عن الدنيا يوم 1 أغسطس/آب عام 2014، عن عمر ناهز 76 عاماً، إثر تقديم آخر أعماله مسلسل "المرافعة".