وستقدم "تلحمي" مجموعة من الأغاني الفلسطينية الشعبية في أنماط موسيقية مختلفة كما ستقدم أغنية تونسية تمنّت أن تحظى بإعجاب الجمهور. أما ابراهيم الذي تحدّث إلى الإعلاميين نيابة عن زملائه "مجموعة الإنس والجام" فقد اعتبر العرض الذي ستقدمه المجموعة على ركح قرطاج تتويجا وانطلاقة في الوقت نفسه وأضاف "بعيدا عن كل المجاملات نحن سعداء جدا بهذه المصافحة الأولى مع الجمهور التونسي، وشرف لنا أن تكون انطلاقتنا العربية من هنا..."
وعن اسم الفرقة أوضح أن "الإنس" تعني الإنسان و"الجام" هي اشتقاق من لفظة إنجليزية تعني الاكتظاظ وهو هنا في معنى الاختلاف واختلاط الكثير من الأنماط الموسيقية كأسلوب مميز لمشروعهم الفني وقال "مجموعتنا تضم سبعة عازفين منهم من يعزف الشرقي وآخر يعزف الجاز وآخر البلوز...
وعن الفايس بوك واليوتيوب وسائر وسائل السوشل ميديا التي فتحت أمامهم طريق الشهرة "السهلة" أجاب ابراهيم بأن الفرقة صارت معروفة منذ سنة 2017 لكن عناصرها كانت منفصلة وبدأت مشوارها قبل ذلك بكثير واليوتيوب ليس لعبة ولم يكن توجها أو خيارا لكنه كان الوسيلة المتاحة نظرا لصعوبة الإنتاج في فلسطين مقارنة بالبلدان الأخرى.
"اليوتيوب" كان المنصة الوحيدة المتوفرة للتسويق لأعمالهم... وفي السياق نفسه اعترفت "ريم تلحمي" بأنها خاسرة كبرى في مجال السوشل الميديا التي يسيء البعض استعمالها، وهي ليست ضدّ هذه المواقع لكنها اختارت الطريق الصعبة: تعمل وحيدة في الريف الفلسطيني الذي اختارته مستقرا لها، وفي ذلك الصفاء الذهني تبحث عن تعبيرة موسيقية مختلفة وعن التجددّ في أسلوبها، منفتحة على التجارب الشابة في المسرح وفي الغناء وفي سهرة الليلة الجمعة 2 أوت 2019 ستكون على ركح قرطاج مع مجموعة شابة من أبناء بلدها وعلى الرغم من الصداقة التي تربط "ريم تلحمي" بفرقة "الإنس والجام" إن أن ضيق الوقت حال دون إعداد عمل مشترك لتقديمه على ركح قرطاج، واستحضرت "تلحمي" في هذا الإطار تجربة شارك فيها "ابراهيم" من "الإنس والجام" هي أغنية "اغضب" التي يصعب تقديمها في قرطاج لأنها تحتاج إلى أركسترا في تنفيذها كما كانت القضية الفلسطينية حاضرة في الندوة الصحفية من خلال أسئلة الزملاء الصحفيين فقال "إبراهيم": "أنا القضية، فلسطين أحملها حيثما اتجهت، وأنا كمواطن فلسطيني هناك أشياء كثيرة ضدي، الحياة صعبة ولن أخوض في التفاصيل، نحن فرقة شابة وجديدة تنشر ثقافة فلسطينية وما نقدمه يعكس هويتنا...
" وأضاف "نحن رفضنا الدعم من عدة جهات، نقدّم فنا نأمل أن يقبله الجمهور كما هو لا أن يقبله من باب التعاطف مع فلسطينيتنا" أما "ريم تلحمي" فأكدت أنها مهما قدّمت للقضية فهي تشعر بالتقصير وأضافت "المسألة صعبة ولها علاقة بالجمهور المتابع، هناك نوعية من الفنون لا تلقى رواجا واسعا، بالنسبة إلي فلسطين حاضرة دائما في الرؤية والتوجه والخيارات الفنية...
بهذه البوصلة أسير إلى الناس فنيّا وأحاول ضخّ معلومات وقصص وتفاصيل فلسطينية" وعن احترازها من صفة فنانة ملتزمة قالت إنها لم تسمّ نفسها كذلك. هو لقب ككل الألقاب التي تطلق على الفنانين "وقد يكون ذلك لأني في البدايات التزمت بنمط ومواضيع معينة ولكن حتى القضية متحركة ومتغيرة رغم أن الاحتلال قائم.
هذا وضع صعب وفي هذا الصعب أحاول أن أجد طريقي... أبحث عن أسلوب آخر في الغناء وشكل آخر في التواصل مع الجمهور.
أملّ من وقفة جامدة وخلفي فرقة تعزف. أبحث دائما عن كيفية ملامسة إحساس الآخر في كلمة أو حركة أو نظرة غاضبة... أنا لا أغني فقط لأطرب فالأهم بالنسبة إلي أن أمرّر إحساسا ما لمن يسمعني"