يقول رجب متحدّثا عن بداياته: "منذ طفولتي كنت أكتب قصصا احتفظ بها لنفسي، كانت هي الشرارة الأولى للكتابة ولكنها كانت خربشات عفوية مثل أيّ طفل في سنّي. لكن البدايات الحقيقية كانت حين بدأت أنشر نصوصا في مجلة "الحياة الثقافية" أثارت جدلا بين الكتاب والمثقفين التونسيين الكبار مثل "الطّاهر الهمّامي" و"المنصف الوهايبي" لأنها لم تكن مألوفة بالمعنى السردي للكلمة، وهذا بشهادة أغلب النقاد الذين اطّلعوا على التجربة، خاصة في كتاب "الحدائق المسيّجة" الذي صدر في نسخ محدودة وأعتبره أساس تجربتي الشعرية." تحدّث سفيان رجب عن مجموعته القصصيّة "الساعات الأخيرة" التي تم إدراجها ضمن القائمة الطويلة لجائزة ملتقى القصة القصيرة، حيث اختار رجب أن تدور أحداث مجمل القصص في مدينة النفيضة التي يعيش فيها، مدينة اكتسحتها الفوضى، وكثرة الحفر في شوارعها، واحتلّها أصحاب اللّحي، والمحجبات والمنقبات فباتت شبيهة بمدينة مخربة، وفيها أضحت الحياة مقفرة من كل ما يمكن أن يمنح ساكنيها الأمان والبهجة والفرحة.
وأمام هذا الخراب، أصبح الناس يعتقدون أن نهاية العالم قد حلت. وسفيان رجب نفسه، يفر من هؤلاء الناس بعد أن سمعهم يتحدثون عن ذلك ليعيش كوابيس مرعبة في اليقظة وهو على يقين من أن الحياة على وشك الاندثار. و"سفيان رجب" هو شاعر وكاتب تونسي، نشر مقالات كثيرة في النقد في صحيفة العرب اللندنية وتم ذكره في أهم الملفات التي تخص الأدب التونسي عربيا وعالميا، مثل الكتاب الذي نشرته جامعة أورغون الأمريكية 2015. ديوانه الأول، "مؤثرات شعرية"، صدر عام 2003، ثم ديوان "كالبرتقالة على مائدة الفقير" عام 2012، وديوان "الحدائق المسيّجة" سنة 2013، وصدر له أيضاً؛ "شبّاك جارتنا الغريبة" 2016، ويعد أحد الأصوات الشعرية المتميزة في تونس، كما أنه تميز في النثر، وصدرت له مؤخراً رواية "القرد الليبرالي"، التي نالت الإعجاب بسبب طرافة أفكارها ولغتها الساخرة