في أجواء احتفالية جمعت أحباء الفن الرابع من ممثلين ومبدعين بجمهور عاشق لخشبة المسرح انطلقت فعاليات افتتاح الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح التونسي بتونس العاصمة التي تتواصل غاية يوم 16 نوفمبر 2019 بعد جولة ماراطونية بجميع الولايات التونسية انطلقت في العشرين من سبتمبر الماضي من ولاية الكاف في دورة حملت اسم فقيد المسرح التونسي الراحل" المنصف السويسي".
"لاول مرة في تونس وبعد انتهاء المهرجانات الصيفية ، احتفى المسرح التونسي لمدة فاقت الشهرين بعشاقه ومحبيه وقدم للمبدعين فرصة عرض أعمالهم أمام جمهورهم في تونس و في الجهات في إطار دعم اللامركزية الثقافية التي انتهجتها وزارة الشؤون الثقافية إيمانا منها في أن الثقافة والفنون حق الجميع" بهذه الكلمات عبّر السيد "علي مصابحية " رئيس ديوان الدكتور "محمد زين العابدين " وزير الشؤون الثقافية عن سعادته بنجاح الدورة التاسيسة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي الذي أوفى بوعوده بافتتاح وتفعيل أربع وعشرون مركزا للفنون الدرامية والركحية بكامل تراب الجمهورية بعد إن كان عدد المراكز لا يتجاوز الستة مؤكدا أن وزارة الشؤون الثقافية تعمل على أن يكون للمسرح التونسي المكانة التي يستحقها على الصعيد الوطني و العالمي خاصة وان المسرح التونسي رائد في التتويجات في مختلف التظاهرات العالمية. كما أشار السيد "علي مصابحية" ان مهرجان المسرح التونسي كان فرصة لإعادة الاعتبار للمسرحيين وكل الفاعلين في القطاع المسرحي من إداريين وتقنيين و ثمنّ جهودهم في كل الولايات. من جهته أعرب "محمد مسعود إدريس" مدير الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح عن فخره باختتام المرحلة الطويلة من المهرجان التي دامت أكثر من شهرين مجددا شكره لوزارة الشؤون الثقافية راعية طموحات هذه المبادرة وفق تعبيره.
حفل الافتتاح الذي انطلق بعروض تنشيطية من خلال كرنفال مسرح الشارع و فداوي وموسيقى من شارع الحبيب بورقيبة وصولا الى مدخل مدينة الثقافة المطل على شارع محمد الخامس تواصلت فعالياته بمسرح الجهات حيث كان الجمهور على موعد مع وصلة فنية مع الفنانة "لبنى نعمان" رفقة الموسيقي "مهدي شقرون " و"عزيز بالهاني " قبل ان يقدم "منير العرقي " و "الهاشمي العاتي" مقطعا مسرحيا يعود لسنة 1986 استعرض فيها الفنانان المسرحيان قدراتهما التمثيلية الكبيرة كوميديا و تراجديا .
كما شارك الكوريغرافي "لطفي بوسدرة " في هذه الاحتفالية المسرحية بعرض لرقصة "الكلاكيت " على أغنية "انأ اغني تحت المطر" وهي من أشهر الأغاني العالمية التي أداها عدد من كبار الفنانين في العالم منهم "جين كيلي " و" فرانك سيناترا" ، ليكون مسك الختام مع مسرحية " المهفات" لمركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس. دورة أولي ضمّت أكثر من مائتي عرض مسرحي بين الاحتراف والهواية وندوات فكرية وورشات تقنية تفاعلية وعروض تنشيطية ومعارض توثيقية توزعت على مراكز الفنون الدرامية والركحية ودور الثقافة ومؤسسات سجنية وفضاءات أخرى، كما كانت هذه الدورة فرصة لتكريم العديد من الأسماء الفاعلة في مجال الفن الرابع منها من رحل تاركا بصمة واضحة وتاريخا حافلا بالعناوين ومنها من يواصل مسيرته ليثري المشهد المسرحي بأعمال طرحت شواغل الإنسان وقضاياه الجوهرية،اعترافا لما بذلوه من عطاء للنهوض بالمسرح التونسي الذي أصبح حضوره فاعلا في المهرجانات العربية والدولية. يذكر أن فعاليات المرحلة الختامية للدورة التاسيسة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي تتواصل إلى غاية يوم السبت 16 نوفمبر 2019 بعرض 42 عملا مسرحيا بتسع قاعات بتونس العاصمة .