لوحة الحلم
زيارة الملك تحتمس الرابع، إلى منطقة الأهرامات لولعه الشديد بركوب الخيل، كانت كلمة السر وراء الكشف عن باقي تمثال أبو الهول. ويسرد كتاب "أبو الهول.. تاريخه في ضوء الكشوف الحديثة"، لعالم الآثار المصري سليم حسن، زيارة تحتمس وعلاقتها بتمثال أبو الهول، موضحا أن الملك استغل حب ابنه للخيل، وأمره بالذهاب إلى الأهرامات وأبو الهول في رحلة. وأثناء الرحلة، توجه تحتمس الرابع إلى رأس تمثال أبو الهول لينال قسطا من الراحة، وحينها كان رأس التمثال هو الجزء الوحيد الظاهر منه. بعدها أعلن تحتمس الرابع أن أبو الهول جاءه في الحلم يطلب منه إزالة الرمال عن باقي جسده ووعده بأن يصح ملكا على مصر حال تنفيذ هذا الأمر. وبموجب هذه القصة التي نسجها تحتمس الرابع، استطاع أن يتولى مقاليد الحكم نظرا لقداسة أبو الهول لدى المصريين رغم أنه لم يكن صاحب الحق الشرعي. وتوثيقا لقصته التي أطلق عليها الأثريون "قصة الحلم"، دونها تحتمس الرابع على لوحة كان نصها "خرجت للصيد في هضبة الأهرامات، وكان يوما شديد الحرارة وتوجهت إلى أبو الهول لأحتمي بظله من الشمس، وخاطبني أبو الهول شاكيا من الرمال التي تخنقه وطلب الاعتناء به". وتم العثور على هذه اللوحة المثبتة بين قدمي التمثال عام 1817 في حالة سيئة، لتعرضها لتآكل بفعل الأمطار في منطقة الأهرامات.
إلى أي عصر ينتمي؟
رغم أن المتعارف عليه أن تمثال أبو الهول، شُيد في عهد الملك خفرع أحد ملوك الأسرة الرابعة وصاحب الهرم الثاني، لكن البعض يشير إلى أن أبو الهول كان في الأصل مكانا لتعبد المصريين القدماء قبل 500 عام قبل الميلاد. في الوقت نفسه، تشير لوحة "الإحصاء"، إلى أن خوفو وجد التمثال عند هضبة الجيزة، ما يعني انتماء التمثال إلى الأسرة الـ26 قبل عهد خفرع. بينما رجح آخرون عودة عبادة إيزيس وأبو الهول إلى عصر الأسرة الـ3 من الدولة القديمة، وأن مقر أبو الهول كان ملتقى للشعراء والمحبين، بحسب كتاب "أبو الهول.. تاريخه في ضوء الكشوف الحديثة".
من كسر أنفه؟
تظل أنف التمثال المنحوت في صخرة جيرية عملاقة لغزا قائما لا يحل، واختلفت الروايات بشأن المتسبب في كسرها. ذهبت بعض الشكوك إلى مدفعية نابليون بونابرت عند دخول الحملة الفرنسية لمصر عام 1798، وظهرت فيما بعد صور في كتاب "الرحلة إلى مصر والنوبة" للمستكشف الدنماركي فريدريك لويس نوردين (1708- 1742) قبل الحملة الفرنسية، تظهر أبو الهول بلا أنف. بينما اتهم المؤرخ تقي الدين المقريزي، شخصا يدعى "صائم الدهر" بكسر أنف أبي الهول، كونه رافضا حالة التقديس والاهتمام التي يكنها المصريون للتمثال. وذهبت توقعات أخرى إلى احتمال سقوط الأنف بسبب عوامل التعرية والأمطار، أو نتيجة ضعف الأنف وكسرها نتيجة ممارسة رياضة الرماية بالقرب منه أثناء حكم الفراعنة.
مدينة مفقودة
"حور إم أخت" أو "حورس الصقر" هو الاسم الذي عرف به أبو الهول بين المصريين القدماء، وظل حارسا لهرمي خوفو خفرع، باعتباره رمز الإله رع، ما دعم أسطورة احتفاظه بمدينة مفقودة أسفل قدميه. وفي أبريل/ نيسان الماضي، وبعد حفر 32 مترا، أكدت أعمال الترميم الحديثة عدم وجود أي غرف سرية أو مدن أسفل التمثال، مع وجود 4 أنفاق فقط. النفق الأول حفرة صنعها المهندس الفرنسي بيرنج في القرن الـ20، والنفق الثاني شمال شرق التمثال، والثالث خلف لوحة الحلم، والنفق الرابع في نهاية التمثال بعمق 15 مترا.