في البداية أكدّ السيد "محمد الهادي الجويني " مدير المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية أنّ تونس ستكون عاصمة المسرح العربي والعالمي بداية من الأسبوع المقبل مثنيا على جهود هيئة التنظيم التي انطلقت في العمل اثر انتهاء الدورة الفارطة مؤكدا أن دور المؤسسة يقتصر على تقديم الدعم المادي واللوجيستي الذي قدّر بمليون دينار دون التدخل في البرمجة وعبّر في ختام كلمته عن تفاؤله بنجاح هذه الدورة لما يتميز به برنامجها من تنوع في عروضها و توفر فضاءاتها على احدث التقنيات خاصة مدينة الثقافة.
من جهته تحدّث السيد "حاتم دربال" مدير الأيام المسرحية عن مرتكزات هذه الدورة الجديدة قائلا: "حاولنا تدعيم حضور الأيام المسرحية كخطّ يربط الجنوب بالجنوب مع اكتشاف تجارب مسرحية عالمية على غرار أمريكا اللاتينية وآسيا... نسعى أن تكون تظاهرة منفتحة على الساحة العالمية والفرجة الحديثة كركيزة أساسية" وأضاف أن هذه الدورة اشتغلت على الذاكرة واستنطاق فنون الفرجة في تونس، كما أشار لتجربة مسرح الحريّة التي تسعى لتشريك المؤسسات السجنية في برنامج الدورة وصارت جزءا مهما في برمجة الأيام .
وواصل تدخّله عن أهم فقرات هذه الدورة من بينها الخروج بالمسرح من المحلية إلى العالمية من خلال التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، والجمعية التونسية للنقاد المسرحيين في تكوين مجموعة من الشبان في مجال النقد المسرحي وإصدار ورقات نقديّة بالشراكة مع معهد الصحافة. وفي سياق حديثه قدّم السيد "حاتم دربال" لمحة عن برنامج الدورة الجديدة التي تتوزع بين المسابقة الرسمية ، العروض الموازية والعروض العالمية ، كما أكّد أن هيئة الأيام اشتغلت على جودة العروض لا عددها خاصة العروض العالمية التي تعتبر من أهم ما قدم على المسارح العالمية على غرار فرنسا، بريطانيا ،اسبانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية .
كما تحدث عن توسّع الأيام المسرحية داخل الجهات من ورشات تكوينية للمدرسين و عددهم 150 علاوة على عروض موجهة للأطفال. و يشمل برنامج الدورة الواحدة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية ندوة فكرية مركزية ولقاءات تهتم بالتجربة الإخراجية النسائية العربية، والسينوغرافيا بالتعاون مع الرابطة الصينية للسينوغرافيين، وفتح سوق لبحث مسألة التمويل الثقافي والتشبيك بحضور الصناديق المانحة وارتكز حديث السيد "عبد الحليم المسعودي" المدير المساعد للدورة و مدير الندوة الفكرية على الموضوع الذي ستتطرحه الندوة بحثا و تفكيرا واسئلة موضّحا أن السينوغرافيا هي نتيجة لكن السؤال المبدئي يرتبط أساسا بالذاكرة والتي ستكون بمشاركة مسرحيين وأكادميين من مختلف الجنسيات يمثّلون تقاطعات مهمّة بين الانثربولوجي والثقافي.
اما السيد "طارق الفنيّ" كاهية مدير بالإدارة العامة للسجون والإصلاح مكلّف بالعمل الثقافي تحدّث عن تجربة مسرح الحرية الذي تطور من المشاركة بعرض واحد سنة 2017 إلى خمسة عروض سنة 2018 ليبلغ أحد عشرة عرضا هذه السنة ويرجع الفضل في هذا التطوّر إلى أيام قرطاج المسرحية ووزارة الشؤون الاجتماعية مؤكدا على أن الإدارة وضعت تحديا ببلوغ العروض المشاركة في الدورة القادمة إلى أكثر من عشرين عرضا، واعتبر أن تونس سبّاقة في هذا المجال على الأقل على المستوى العربي.