قمرة دم لمعز مرابط

العمل هو "رحلة خلال ليلة قمر الدم، تقوم بها، بعد اغتيال شاعرة تدعى "هادية" في إحدى الساحات العامة، الغواصتان علياء وزينب وتخوضان خلالها في التدفقات المضطربة والمتقلّبة بين الواقع والهذيان، تلاعبان الدوار وتزدرئان الغشيان"، كما يقدمه معز مرابط هي لحظات المكاشفة الروحية والبوح.. ماذا انجزنا ؟ومن نكون؟

رحلة تغوص في عالم الضد.. عالم الروح السحري.. تعرية لارهاصاتنا.. اوجاعنا وهمومنا.. هو بمثابة المشي حافيا فوق نار ذلك الحبل الموجود على الركح.. رحلة وطن اثقلته جراح الابناء.. تتعالى صيحات الفزع ويسرد الشخوص على الركح قصص معاناتهم الخاصة فتنفجر الذاكرة المفخخة بالالم والمعاناة وسط فضاء مسرحي يخيم عليه السواد والانارة الخافتة التي تزيد المكان وحشة. وتحيلنا القصة الى احداث سياسية عاشتها بلادنا وهو مايجذر العمل في واقعه السياسي الاجتماعي لا سيما وان الحوار بين الشخصيات يقوم اساسا على الأسئلة التي يطرحها المواطن التونسي بجميع فئاته..

وينتهي العمل بدعوة إلى مواصلة الحلم والتشبث بفكرة مواصلة الحلم و العمل للوصول الى مرحلة اكتمال القمر ونستحضر أغنية :"الحلم مثل الورد يكبر والهلال يصبح قمر" حتى لا تضيع دماء الشهداء هباء.

تحاصر المسرحية الذاكرة الوطنية وتقوم بعملية محاسبة لسنوات الجمرو لعذابات كل من اختلف مع نظام ماقبل الثورة وتشرع ايضا في عملية محاسبة للمنجز السياسي والاجتماعي في سنوات مابعد الثورة وتدفعنا الى التفكير مليا قبل خوض معاركنا السياسية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلد.