" نحط اليوم الرحال بينكم بعد جولة شملت عشرون دولة، اخترنا ان يكون مسك الختام معكم ، على أرض تونس أين اختلطت دماء شهدائها بالدماء الفلسطينية، سنرمي بقلوبنا على هذا المسرح لان الامل مازال قائما ببلداننا العربية ، بجمهورنا وبشبابنا من اجل استعادة أرض فلسطين وعاصمتها القدس" بهذه الكلمات افتتح "سمير جبران" السهرة الاستثنائية التي عاشها جمهور مسرح الاوبرا مع "امراء العود" الثلاثي جبران الفلسطيني .
في سهرة شاعرية، حضرت فيها ذكرى الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل، محمود درويش، انطلق العرض بأبيات شاعر المقاومة " على هذه الأرض ما يستحق الحياة " وهو الشاعر الملهم الحاضر بينهم دائما. للمقاومة، للسلام ، للحب، للنضال عزف الثلاثي من اخر اصداراتهم " المسيرة الطويلة" الذي يشمل تسع مقطوعات موسيقية استمدت عناوينها وجذورها من قصيدة محمود درويش "خطبة الهندي الأحمر ما قبل الأخيرة أمام الرجل الأبيض"، لتجول العالم جامعة ثمار اللقاءات مع كبار الفنانين أمثال "روجر واترز"، هو الذي شارك الثلاثي الفلسطيني ألبومهم بأغنية الى أطفال غزة قبل ان تحط الرحال على ركح مسرح الاوبرا بمدينة الثقافة.. معزوفات الثلاثي جبران كانت بمثابة خلاصة الحياة التي تجري من حولهم، بكل ظروفها، الشهداء والمعتقلون، والشتات، كما اكدوا خلال السهرة أن قضايا الناس أينما كانوا تتدخّل في نسج موسيقاهم وتشكيلها وأن الالبوم الأخير كان محاكاة للواقع الأليم التي يعيشه الشعب الفلسطيني تنديدا بصفقة القرن. ساعة ونصف من الزمن سافر من خلالها جمهور مدينة الثقافة في رحلة مع اجمل المقطوعات "زمن الصناعات " ،" نوار" ، "القمر المعلّق" من ألبوهم الأخير " المسيرة الطويلة الذي صدر سنة 2019 بعد انقطاع دام اكثر من ست سنوات عن أخر البوم سنة 2013 .
اما مفاجأة السهرة فكانت مع عازف ألة" الكاخون" العازف الإيراني حبيب مفتاح الذي أطرب الحاضرين بموال من التراث الإيراني بصوته الشجي اثر في الجميع.
سهرة استثنائية كان بطلها جمهور رائع من مختلف الشرائح العمرية الذي تفاعل مع كل المعزوفات وخاصة بعد مشاركته الثلاثي في أداء اغنية "أهواك" لعبد الحليم الحافظ والتي أصر الثلاثي على أدائها لقدسية الحب ومعناه السامي في المقاومة والصمود. وفي نهاية السهرة وبناء على طلب الجمهور قدم الثلاثي معزوفة من البوم " مجاز" تحت وابل من التصفيق دام اكثر من عشر دقائق والتي عبّر فيها "سمير جبران" عن فخرهم وسعادتهم بهذا العرض الذي سيبقى محفورا في ذاكرتهم مع جمهور "ذواق" في الفن وفي الشعر وفق تعبيره.