تقديم ترجمة كتاب "دراسات في تاريخ افريقية والحضارة الإسلامية في العصر الوسيط" للدكتور محمد الطالبي

ترجمة الأستاذ مختار العبيدي والاستاذة سماح حمدي

ذانيوزاونلاين: في اطار انشطته الدورية، نظّم معهد تونس للترجمة بالشراكة مع دار النشر محمد علي الحامي لقاء لتقديم أخر اصداراته وهو ترجمة كتاب " دراسات في تاريخ افريقية والحضارة الإسلامية في العصر الوسيط" للدكتور الراحل محمد الطالبي ترجمة الأستاذ مختار العبيدي والاستاذة سماح حمدي وذلك يوم الأربعاء 26 فيفري 2020 بقاعة المنجي الشملي بمعهد تونس للترجمة.

"نلتقي اليوم لتقديم آخر إصدارات معهد تونس للترجمة وهو مؤلف عزيز على قلوبنا فهو كتاب كتبه احد أفاضل دكاترة الجامعة ومعهد تونس للترجمة الدكتور المرحوم محمد الطالبي" بهذه الكلمات افتتحت الدكتورة زهية جويرو مديرة معهد تونس للترجمة اللقاء الذي اكدت من خلاله على حرص المعهد وتعهده بترجمة كل الكتب والاصدارات التي تتمحور حول تونس وتاريخها وكل ما يتعلّق بها سواء بالتعريب او الترجمة لدورها في المساهمة في اشعاع صورة تونس بالخارج قبل ان تفسح المجال للأستاذ مختار العبيدي للحديث عن مراحل تعريب الكتاب رفقة الأستاذة سماح حمدي.

وفي بداية حديثه ثمّن الأستاذ مختار العبيدي المجهودات الكبرى التي يقوم بها المعهد للتعريف بالترجمات في هذا المجال في تونس والخارج.

و بالمناسبة قال الأستاذ العبيدي ان السبب الرئيسي الذي دفعه لترجمة كتاب الطالبي هو قيمة الأثر و صاحبه واهتمامه الكبير بالفترة التي تحدث عنها الدكتور محمد الطالبي في العصر الوسيط والاغلبي والمامه بالجانب السياسي، الثقافي والادبي وهو ما جعل ترجمته المشتركة مع الاستاذة سماح حمدي ناجحة.

كما تحدث الأستاذ مختار العبيدي عن صاحب الكتاب الدكتور محمد الطالبي واعتبره علما من اعلام تونس فهو مفكر و محرر العديد من الكتب في التاريخ الإسلامي وتاريخ تونس في العصر الوسيط وهو ملم بالعديد من المسائل الدينية والحضارية التي تم نشرها في دول أوروبية حيث اخذ من كل العلوم وقرأ اغلب كتب التراجم فبلّغ وافحم وفق تعبيره. وخلال مداخلته أكد الأستاذ العبيدي ان الاعتناء بهذا الكتاب كان خاصا ذلك انه يبحث في تاريخ افريقية وهي تونس في العصر الوسيط وقد تناوله بالتحليل في العديد من مقالاته حول الثقافة والحضارة والتاريخ في العصر الوسيط.

واضاف ان الدكتور الراحل محمد الطالبي هو جامعي ومؤرخ ومفكر تونسي واول عميد لكلية الآداب بتونس سنة 1966 ،زائر بعدّة جامعات عربية وأوروبية وشارك في أشغال العديد من لجان إصلاح الجامعة التونسية كما كان عضوا في العديد من الجمعيات العلمية منها الاكاديمية الملكية للتاريخ والأكاديمية الدولية للثقافات وكانت له العديد من المشاركات في الأنشطة الدولية منها في اعمال المجلس البابوي للحوار بين الأديان وكان احد مؤسسي مجموعة البحوث الإسلامية الصحيحة وهو الذي دعا لقراءة نقدية لمصادر التاريخ الإسلامي كما كان من اكثر المناصرين للمرأة ويرى انه لا يمكن لأي مجتمع ان يتقدم بدونها وناضل من اجل ذلك ومن اجل العديد من الأفكار التحررية والتقدمية كما وتحصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية.

من جهتها جددت الأستاذة سماح حمدي شكرها لمعهد تونس للترجمة على الاستضافة معبّرة عن سعادتها الكبرى بصدور هذه الترجمة بعد رحيل الدكتور محمد الطالبي معتبرة هذا الاصدار انصافا له ولمسيرته الحافلة بالعطاء العلمي خاصة لما تعرض له في أواخر حياته من تهكم وقلة احترام من بعض وسائل الاعلام بحسب تعبيرها. وأكدت السيدة سماح حمدي ان هذا الإصدار بمثابة الشاهد على مسيرة الطالبي الذي نفتخر به موضحة انها احدى طالباته لما استوعبته من دروس اثناء ترجمة الكتاب كاشفة ان الاصدار سيحقق الإفادة من جديد خاصة للطلبة المشارقة والأتراك والعرب من خلال هذه الترجمة للغة العربية.

كما أعلنت الأستاذة حمدي ان منذ اصدار الكتاب انهالت المكالمات من الجامعات الأوروبية والعربية مطالبين بالنسخة العربية لموسوعة الدكتور محمد الطالبي وهو ما يشعرهم بالفخر للانتماء لهذا البلد لما يحتويه من معلومات من تاريخ تونس في كل المجالات الدينية، الثقافية، الاجتماعية والاقتصادية ... اما عن تجربتها المشتركة مع الأستاذ مختار العبيدي فقد وصفتها بالثرية والممتعة والصعبة في نفس الوقت " فأحيانا ترجمة كلمة واحدة تتطلب الرجوع الى المخطوطات القديمة والنسخة الأولى التي تحتم التفتيش في كل المكتبات والاتصال بدور النشر في تونس والخارج من اجل الحصول على الترجمة الصحيحة ناهيك عن طريقة كتابة الطالبي التي كانت صعبة خاصة من ناحية تركيب الجملة واحيانا كانوا يقضون اكثر من ست ساعات في ترجمة جملة واحدة تمتد لعدة أسطر..." ثم تطرق الحضور الى طرائف حدثت عند عملية الترجمة ودار نقاش ثري مع الجمهور الحاضر في القاعة.