قال الناقد محمد القاضي في حديثه عن ماركيز:" عندما نتحدث حول ماركيز وهو أحد الكتّاب الستة من أمريكا اللاتينية المتحصلين على جائزة نوبل للأدب، نذكر مائة عام من العزلة والحب في زمن الكوليرا، ولا يمكننا الحديث عن تجربته الروائية دون الحديث عن حياته الخاصة لأنه صهر عناصر كثيرة من تجاربه وصرّفها في نصوصه.
ولد غارسيا ماركيز سنة 1927 في كولومبيا، نشأ في بيت العائلة مع أجداده يستمع منهم إلى الحكايات العائلية الشيقة وقد أثَّر ذلك في كتاباته ثم أصبح صحفيا... كان الأخ الأكبر لـ12 طفلا، ونشر قصته الأولى أثناء وجوده في الكلية، وكان يكتب في وقت مليء بالاضطرابات الدموية في كولومبيا."
وأضاف القاضي بالمناسبة :" اشتهر ماركيز بفضل روايته "مائة عام من العزلة"، التي صدرت سنة 1967 وهي من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم وكان لها تأثير هائل لدرجة أن جريدة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إنها "أول عمل أدبي، بجانب سفر التكوين، يجب على البشرية كلها قراءته".
ورغم أن الروائي البريطاني أنطوني بوويل قال عن الرواية إنها "من أسوأ الأعمال متوسطة المستوى المبالغ في تقدير شخصياتها"، فإن أسلوب ماركيز نال إعجاب القراء على مستوى العالم." وجاء أسلوب ماركيز الأدبي المتفرد نتيجة لتاثير السياسي والترابط العائلي والالتزام الديني . وتظهر أعماله، مثل "الجنرال في متاهته" و"خريف البطريرك"، حماسه السياسي المتزايد بعد متابعته للعنف المتزايد في كولومبيا. وعندما نشر رواية مبنية على قصص لما مر به لاجئ من شيلي أثناء عودته لبلاده، أحرقت حكومة شيلي 15 ألف نسخة منها لكن ماركيز استمرّ في تقديم أعمال ذات ميول يسارية ثوريّة.
غابرييل غارسيا ماركيز هو روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي وشكّل جزء مما بات يعرف بظاهرة البوم الأمريكي اللاتيني، أنتج القصة والرواية إلى جانب كتابات أخرى، وتتناول الغالبية العظمى منه مواضيعه مثل البحر وتأثير ثقافة الكاريبي والعزلة وفاز بجائزة نوبل في الأدب سنة 1982 وبيع من روايته "مائة عام من العزلة" 20 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم. يذكر أن الدكتور "محمد القاضي" جامعي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، مهتم بنظرية الأدب وبالسرديات النظرية وتطبيقها على الأدب العربي قديمه وحديثه، له العديد من الإصدارات من بينها "الأرض في شعر المقاومة الفلسطينية، "الفكر الإصلاحي عند العرب في عصر النهضة"، "كتاب المنهجية " وغيرها كما ترجم العديد من الكتب منها "السيرة الذاتية " لجورج ماي و "فوق الغيوم " لمارك دوقان، وتحصل أيضا على العديد من الجوائز آخرها جائزة ابن خلدون سنغور للترجمة لسنة 2018.