ظلام دامس يعكس القتامة والسوداوية التي تملأ قلوب الأشقّاء تجاه والدهم وتجاه بعضهم البعض، جمعتهم مائدة العشاء في منزلهم العائلي بعد غياب طويل بعد مصابهم الجلل في فقدان والدهم للحديث عن الوصية التي تركها والتي كانت شروط فتحها وتلاوتها صارمة جدا.
تدور أحداث المسرحية في المنزل الغريب الذي وصل إليه الجميع بصعوبة، فيما دخوله لا يشبه خروجه، لذا كل من دخل المنزل عجز عن الخروج منه.
يجلس الاخوة الثلاث، شابّان وشقيقتهم المجنونة على طاولة العشاء قبل ان يصل شخص غريب الى منزلهم ، لا أحد يعرف من يكون، ليتضح أنه شقيقهم غير الشرعي .
يبقى الجميع في انتظار قراءة الوصية ، في صراع متواصل بين بعضهم البعض وهو ما بيّن العلاقات المتشعبّة والمتشابكة بينهم بين الحب والكراهية ، الاشتياق والصراعات والآلام التي يعيشها كل واحد منهم جرّاء علاقتهم المتوترة مع والدهم المتوفي الذي لم يوفر لهم الظروف الملائمة للعيش كعائلة بما تحمله الكلمة من معنى. على فراش الموت، يكشف الاب لابنته عن سرّه الذي أخفاه عنهم لأكثر من 30 عاما، سرّ نزل كالصاعقة على أبنائه الاربعة الذين اكتشفوا وجود أخ خامس من أم غير والدتهم اختاره الأب ليكون وريثه في الحكم ليضمن تمرير السلطة في سلام وأملا منه في لمّ شمل عائلته بعد وفاته. زلزال جديد ضرب العائلة بعد تشتتها لسنوات لكنه مثّل في الآن ذاته أملا جديدا أنقذ الأخوة من موت محقق.
لتعود الذكريات وتتشابك الصور حول عشاء سابق بقي معلقا إثر معرفة العائلة حقيقة العلاقة والرابط الدموي الذي يجمع الأب بالأم. مسرحية "اسم الأب" نص دراماتورجيا واخراج مروة المناعي، تمثيل محمد أديب الحامدي، عبد الحميد نوارة، مريم بن يوسف، زينب الهيشري ومحمد سليم الذيب، هي مسرحية تحيي جذور التراجيديا بحثا عن معنى الانسان في كلّ درب انتاج المسرح الوطني التونسي.