حاول محمد صالح المداني في عرضه إيجاد طريقة لجعل الصمت يتحدث في عرض كوميدي يميل إلى التعبير عن فكرة وقصة وشخصيات ومشاعر ومواقف، دون اللجوء إلى الكلام.
شخصيّتان قدّمتهما كلّ من أصالة الصيادي وسيف الدين السباعي، اللّذان يقومان بإحياء المسرح ويدعوان إلى البحث عن متعة اكتشاف الأداء.
المسرحية هي جزء من الواقع، هي مرآة يتشكل فيها الوعي بالذات ومسؤوليات المرء في سلسلة من اللوحات الديناميكية ... أما الجزء الثاني من السّهرة فقد كان بفضاء حدائق الفنون أين قدّم كلّ من مجدي ساسي وأحمد عدسي عرض "الرّايس" الذي حام بمختلف الفنون: الموسيقى، الشعر، الكوميديا والرقص.
رافقهما في العرض شاعر، كوميديّون، فنانون موسيقيّون وراقصون ليقدّموا على الركح تراث بلادهم من خلال تمثيل طريقة حياة الصّياد، "الرّايس"، الذي يرمز من خلال مهنته "الأرخبيل"، وموارده واستخدامات السكان لهذه الموارد، وكذلك هشاشة الحياة اليوميّة التي تعطيها تقلّبات الطبيعة بعدا آخر، الفن وفلسفة الحياة في اتصال مباشر مع البيئة ومع احترام الطبيعة التي تستحق الحفاظ عليها وإبرازها، مذكّرين بذلك بالذاكرة الفردية والجماعية ...