في مشهد عادي يصطاد فيه رفيقان السمك على ضفاف النهر ويتسامران بلهجة صفاقسية لطيفة مرتدين أقنعة تشابهت وأقنعت السياسيين حسب العمل، بدأت المسرحية على أنغام الجاز لتأخذ المتفرج إلى أطر مكانية أخرى من أصوات الموج وأصوات العصافير إلى القصر الرئاسي ببهرجه، ثمّ دار للمسنين بكراسيها القديمة وحديقتها المنسية التي عكست تأوّهات الشيخين وبؤسهما.
«المهفات» هو اسم العمل وهي كلمة من الدارجة التونسية ومعناها الرجل الذكي، ومن ذكاء المهف تنطلق أحلامه وحكايته ومشاريعه وهو يتخيل نفسه رئيسا للجمهورية.
هي مسرحية ساخرة ناقدة، تكشف عن بؤس السياسة والحيل والخدع التي يستعملها السياسيون. في المسرحية صياد يدعى المهفّ، ينام قليلا ليجد نفسه مع مجموعة من السياسيين يخبرونه أنه انتخب لرئاسية الجمهورية، ومن طريقة إقناعه بالتّخلّي عن المنصب، يعرف "المهفّ" أنهم عنوان للفساد ويريدون مصلحتهم على حساب الشعب فيوافق أمامهم على التنازل ليتراجع أمام المجلس وتتغير الخطّة ليدخل ابنه الذي يقنعه لتعيينه في منصب سام ليجد المهفّ نفسه فجأة في دار المسنين وتتواصل الأحداث ليتّضح أن كل الأحداث محض حلم.
"المهفات" مسرحية من إنتاج مركز الفنون الرّكحية والدرامية بصفاقس وإخراج الهاشمي العاتي وتمثيل مجموعة من المبدعين على غرار لزهر بوعزيز وسعيدة الحامي وعمر بن سلطانة وجميلة خنفير، هو عرض ينتقد الواقع التونسي ويكشف ترّهات السياسة وشطحات السياسيين بطريقة كوميدية ساخرة تخفي خلفها الكثير من الأسئلة الموجعة حول الشعب وعن دوره في الانتخابات والحركة السياسية التي تعيشها الدولة التونسية.