وانطلق الحفل الافتتاحي بتحيّة العلم على أنغام النشيد الوطني التونسي قبل أن يتمّ بثّ فيديو توثيقي يضمّ مجموعة من الصّور لأبرز الأفلام وأهمّ صناع السينما الذين مرّوا على المهرجان منذ انطلاقه سنة 1966 مرفوقا بشعر "Slam" ألقاه الشاعر التونسي أنيس شوشان.
وبالمناسبة تولّى رئيس الديوان السيد يوسف بن إبراهيم إلقاء الكلمة الإفتتاحية لوزير الشؤون الثقافية بالنيابة السيد الحبيب عمّار أكّد خلالها "السيد والي تونس، السيدة رئيسة بلدية تونس، السيدات والسادة، ضيوف تونس وأصدقائها الأعزاء، أهل الثقافة والفن والإبداع والإعلام والصحافة والقلم، عشاق السينما، عشاق الصورة، عشاق الحياة، مرحبا بكم جميعا. تحية من القلب، إلى كل المبدعين والمشتغلين في الحقل الثقافي في شتى ضروب الفن والإبداع على صمودهم في مواجهة جائحة كورونا، رغم ما لحقهم من أضرار اقتصادية واجتماعية فادحة، وتحية إلى أرواح من غادرنا منهم جراء هذا الوباء.
وكل التضامن مع الجهود القيمة لأهل الثقافة والفن في ميادين السينما والمسرح والأدب والموسيقى وعروض الفرجة الحية والفنون البصرية ومختلف المجالات الإبداعية...لمساعيهم وصبرهم وتحديهم الملهم الذي يعكس إيمانهم العميق بما للثقافة والفن والإبداع من دور أساسي فاعل في المجتمعات وفي بناء شخصية الإنسان ووعيه، وتنمية حسّه وممتلكاته وفي رسم عالم أفضل.
فالأرض كما يقول الأديب التونسي الكبير محمود المسعدي: طواعية...للذين يملكون الأمل ويقدرون على تحدي المستقبل.
وأنتم خير من ينير لنا سبل الأمل ودروب مستقبل مشرق، ويأخذنا إلى عالم أجمل وأفضل بفكركم وفنكم وإبداعكم وإحساسكم المرهف.. وبكم ستصمد الثقافة وتستمر وتتحدى كل العراقيل، فلا معنى للحياة دون ثقافة وفن ولا معنى للحياة دونكم أنتم.
ضيوفنا الكرام، إن تنظيم الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية، رغم وطأة الأزمة الصحية غير المسبوقة المتصلة بجائحة كورونا، ورغم آثارها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة، يترجم تعلقنا بالحياة، ويعبّر عن رغبتنا الفطرية في النجاح ورفع التحدي من أجل استمرار هذا المهرجان العربي الإفريقي الرائد...من أجل تلك المتعة الاستثنائية التي تهديها لنا السينما.
من أجل تلك السعادة التي تغمر قلوبنا ونحن نشاهد فيلما في قاعة السينما، إهداء إلى كلّ من آمن بأنّ السينما رحلة إلى واقع أجمل.
ومع إيماننا العميق بقدرة الفن والثقافة على الصمود أمام كل أنواع التحديات والعوائق، فلا شكّ أنه يتوجّب علينا اليقظة في مواجهة وباء الكورونا، بوعينا والتزامنا بالمحافظة على أنفسنا...والمحافظة على من نحب، وباحترامنا للبروتوكول الصحي والالتزام به حتى يشهد العالم إصرارنا على التغلب على هذه الأزمة ورغبتنا في رفع راية تونس إلى أعلى مستويات الثقافة والفن والإبداع.
أنا على يقين، أن الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية ستنتظم في أفضل الظروف، كما أني متأكد من أن شجاعتكم ومقاومتكم ستؤتي ثمارها وستهدي أوفياء أيام قرطاج السينمائية ومحبّيها وجمهورها ووسائل الإعلام لحظات من الحياة والجمال في أبهى معانيها.
السيدات والسادة ضيوف المهرجان الأعزاء، محبّي السينما من تونس وخارجها، لنجعل من الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية فرصة متجددة للقاء وتبادل الأفكار والتجارب وللنقاش المثمر بين من يوحّدهم حب السينما.
ولا يمكنني أن أختم هذه الكلمة دون أن أتوجّه بخالص الشكر إلى الهيئة المديرة، والمركز الوطني للسينما والصورة وهياكل وزارة الشؤون الثقافية وكلّ من أسهم في تنظيم هذا المهرجان العريق، لما بذلوه من جهد على مدى أشهر رغم الظروف الاستثنائية وظروف الحجر الصّحي المتكرّر.
كما أتوجّه بالشكر إلى أهل القطاع السينمائي والثقافي والفاعلين فيهما، وإلى كلّ الذين وحّدهم حبّ السينما من سينمائيين ومنتجين وتقنيين ومهنيين ونقاد، وطلبة مدارس السينما، ومع تمنياتي لكم جميعا بأفضل الأوقات في المهرجان، أعلن رسميا عن افتتاح الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية 2020."
وكرّمت أيام قرطاج السينمائية فقيدة الساحة الثقافية التونسية السيدة نعمة من خلال صوت الفنانة ليلى حجيّج التي قدّمت وصلة من أشهر أغاني سيّدة الفن الرّاحلة نعمة. ولأن أيام قرطاج السينمائية وفية لمبدعيها كرّم السّيد رضا الباهي المدير العام للدّورة الممثل المصري عبد العزيز مخيون قبل أن يتم إسناد تانيت شرفي لأوّل وزير ثقافة في تونس المرحوم "الشاذلي القليبي" تسلّمته السيدة منية قليبي والسّيد هادي جلّولي وقدّمه السّيد يوسف بن إبراهيم رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية بالنّيابة السّيد الحبيب عمّار.
وتعتبر "قرطاج للمحترفين: شبكة وتكميل" من أهم الأقسام الرئيسية لأيام قرطاج السينمائية، لذلك كان من الضروري استمرارها في هذه السنة الصعبة دعما لصناع السينما الذين تتجدد أحلامهم من خلال الورشتين.
وهذا العام ووفاء منها لمبادئها في اكتشاف المواهب ودعمها، قررت أيام قرطاج السينمائية دعم الأفلام الأولى والثانية لمخرجيها لتجتمع لجنة شبكة التي تتكون من السيد أيمن الأمير، السيدة سنية الشامخي والسيد سيباستيان أونومو لتسند جائزة OIF لمشروع "Les routiers de l’espoir" للمخرج شيخ أحمدو ديوب من السينغال، جائزة TV5 Monde لمشروع "Ongle Mort" للطفي عاشور من تونس، جائزة المركز الوطني للسينما والصورة لمشروع "les saisons de Jannet" لمفيدة فضيلة من تونس الذي تحصل على جائزة استثنائية بمبادرة السيد سيف الدين هلال عن التوزيع الموسيقي، وجائزة fondation maison de Tunisie لمشروع grain de beauté لأمين بوخريص .
كما اختارت لجنة تحكيم تكميل المتكونة من السيد نضال شطا، السيد زياد حمزة والسيدة ديانا قايي، إسناد جائزة المعهد الفرنسي بتونس " لمشروع "we are inside" لفرح قاسم من لبنان، جائزة المركز الوطني للسينما والصورة لفيلم "Black Médusa" لإسماعيل ويوسف الشابي و جائزة OIF لفيلم "The sharpness edge of Nature" لألكسندر سيبومانا.
نشير إلى أن هذه الدّورة تحترم البروتوكول الصحي: التباعد الجسدي، الأقنعة الواقية وتجنّب التدافع على شبابيك التذاكر عن طريق توفير منصّة إلكترونية لاقتناء التذاكر المجانية على Teskerti.tn هذا مع تخفيض طاقة استيعاب قاعات السّينما.
وبانتهاء الجانب الاحتفالي تم عرض أفلام حفل الافتتاح وهي 6 أفلام قصيرة من انتاج المركز يحتفي صناعها بستة أفلام تركت أثرا عميقا في تاريخ المهرجان.
وتم اختيارها من بين عديد الطلبات نظرت فيها لجنة برئاسة المركبة كاهنة عطية وتضم في عضويتها كل من المنتج خالد العقربي، مدير التصوير حاتم الناشي، الممثلة فاطمة البعزاوي والمخرجة سارة العبيدي.
تراوحت مدّة الأفلام الستة بين 10 و15 دقيقة وهي على التوالي:
- "المصباح المظلم في بلاد الطرننّي" لطارق الخلادي
- "الوقت الذي يمر" لسنية الشامخي
- "على عتبات السّيّدة" لفوزي الشلّي
- "ماندا" لهيفل بن يوسف
- "سوداء 2" للحبيب المستيري
- "السابع" لعلاء الدين بوطالب.