ثقافة

المعرض الوطني للكتاب التونسي ندوة "رهانات القصة القصيرة في تونس"

ضمن فعاليات الدورة الأولى للمعرض الوطني للكتاب التونسي التي انطلقت يوم الجمعة 19 أكتوبر وتتواصل إلى غاية الأحد 28 أكتوبر 2018، كان الموعد مع الندوة الأولى تحت عنوان "رهانات القصة القصيرة في تونس" وذلك يوم السبت 20 أكتوبر 2018 بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة

انطلقت الندوة التي أدارها "محمد القاضي" بمداخلتين قيمتين خلفت الكثير من الأسئلة خلال النقاش، إذ تحدث "فتحي معمر" عن القصة القصيرة في تونس "بين استثمار اللحظة واستيعاب الواقع" موضحا أن مدونة القصة القصيرة في تونس منذ بروزها مع الرواد كانت في أغلب الأحيان تقتنص اللّحظات في حياة كتّابها أو اللحظات الحرجة أو العاديّة في تاريخ تونس الحديث في محاولة لنقل ملامح واقع تعالجه أو تنقده أو تستشرف غدا أفضل له ولأهله في قوالب فنيّة تتفاوت جودة من كاتب إلى آخر ومن طريقة كتابة إلى أخرى

وفي مقاربة لأحداث 2011 وما رافقها من تحولات كبيرة، تساءل "فتحي معمر" عن مدى قدرة النصوص القصصية القصيرة الصادرة بعد هذا التاريخ على اقتناص هذه اللحظات واستثارتها واستيعابها للواقع الجديد.

واستعرض "فتحي معمر" نماذج لنصوص قصصية قصيرة صدرت بعد 2011 مستنتجا الصحوة التي عرفتها القصة القصيرة في تونس وتطورها وغزارة إنتاجها على محامل ورقية وإلكترونية

واعتبر "فتحي عمر" قدرة القصة القصيرة على استيعاب اللحظة التونسية الراهنة واللحظة الفردية الغائرة لذات السارد أو لذوات أخرى

أما "أحمد ممو" فيرى في مداخلته حول "حضور القصة القصيرة في الأدب التونسي الحديث:ترابط الأجيال وتحولات الحوامل الثقافية" أن القصة القصيرة بأشكالها الراهنة، مستحدثة في الأدب العربي وهي من أكثر الأصناف السردية الإبداعية حضورا في الأدب التونسي. مشيرا إلى أن بداياتها كانت متزامنة مع بروز الصحافة التي ساهمت بشكل كبير في نشرها

واعتبر "أحمد ممو" أن القصة القصيرة في تونس تتميز بمضامينها وأشكالها وهو ما أوجد لها منتديات وأجيال ما انفكت تبرهن على قدرتها على التأقلم مع الأوضاع الاجتماعية ومتطلّبات النشر والتبليغ. وهي من خلال الكتاب الأدبي التونسي، ذات أهمية باعتبارها مؤشرا عن التحوّلات الاجتماعية وكذلك عن مسايرتها للأشكال الأدبية. وما حضورها في البرامج التعليمية والاهتمامات النقدية إلاّ تأكيد على دورها في الدورة الثقافية.

في الجلسة الثانية، تحدث "علي العباسي" عن بعض رهانات القصة القصيرة المعاصرة في تونس التي قال إنها غزيرة إنتاجا، متنوعة ومتأثرة بثقافات عدة. ومن خلال بعض ما كتبه "عمر بن سالم" و"بسمة الشوالي"، اعتبر "علي العباسي" أن ما يميز القصة القصيرة في تونس هو توجهها نحو الشعرية كنهج جوهري تكملها زاوية الرؤية المعرفية. وقال إن التأصل في الفلكلور المحلي في إنتاجات "عمر بن سالم"، والحرص على جمالية الكتابة في مؤلفات "بسمة الشوالي" هما من بين القضايا الدقيقة التي تحتاج إلى التحليل شكلا ومضمونا

وتوقف "أحمد السماوي" عند هاجس التأصيل في الأقصوصة التونسية، وقال إن الإقبال على كتابة الأقصوصة في تونس في العقود الثلاثة الأخيرة صار كبيرا رغم صعوبة هذا الفن. وأشار الدكتور "السماوي" إلى ظهور أسماء نبهت لأهمية هذا الجنس السردي الوجيز. وقد وجد هؤلاء الأقصوصيون في دور النشر ترحابا وتشجيعا. وتميز هذا الإبداع الأقصوصي باسترفاد الأجناس السردية التراثية التي أعاد الأقصوصيون إحياءها وإخراجها مخرجا حديثا

نذكر بأن ندوات المعرض الوطني للكتاب التونسي تتواصل وسيكون الموعد غدا الأحد 21 أكتوبر 2018 مع موضوع "الكتاب الموجه للطفل في تونس: إبداعا وصناعة" ويدير الندوة "محمد آيت ميهوب"