"وبالطبع استقبلا العرض بالضحك". وكانت إليدغ تبلغ من العمر 59 عاما آنذاك، وظل عرضها محل تهكم من جميع أفراد العائلة، ولم يؤخذ بجدية. لكن عندما زار ابنها وزوجه أحد أطباء الخصوبة بحثا عن الخيارات الممكنة للإنجاب، قال الطبيب إن عرض الجدة خيار ممكن.
وبالفعل، خضعت الجدة لمقابلة شخصية ومجموعة من الفحوصات، واجتازتها كلها وبدأت التحضير للحمل. وقالت إليدغ إنها "شديدة الحرص والاهتمام بصحتي. ولا يوجد سبب للتشكيك في قدرتي على الحمل". وتبرعت شقيقة دوغرتي، ليا، ببويضة للزوجين، في حين استُخدم حيوان منوي من ماثيو إليدغ لتخصيبها.
وقال دوغرتي، الذي يعمل مصففاً للشعر، إن الأزواج مغايري الجنس يلجأون للتخصيب الصناعي كحل أخير، بينما كان هذا هو "الأمل الوحيد" له ولزوجه للإنجاب. وأضاف ماثيو إليدغ، الذي يعمل مدرسا: "طالما عرفنا أننا يجب أن نكون متفردين، وأن نفكر خارج الصندوق".
وقالت الجدة إن الحمل مر بسهولة، وإنها مرت بالأعراض المعتادة "وإن كانت أشد قليلا" من مرات الحمل الثلاثة التي مرت بها من قبل. وبعد أسبوع من زرع الجنين في رحم الجدة، استخدمت اختبارا للحمل "وذلك رغم التوصيات بعدم استخدامه، لأن الأولاد كانوا على عجلة من أمرهم."
وسادت حالة من الإحباط بعد أن أتت نتيجة الاختبار سلبية. وعندما زار ماثيو والدته لاحقا في ذلك اليوم لمواساتها، فوجئ الجميع بأن اختبارا آخر أتت نتيجته إيجابية، ليؤكد حدوث الحمل. وقالت سيسيل إليدغ إن ردود الفعل على حملها كانت إيجابية إلى حد كبير، وإن كانت لاحظت القليل من "عنصر الصدمة"، خاصة من جانب أشقاء ماثيو.
لكن "بعد اكتمال الصورة، قدم الجميع دعمهم لهذا القرار". وكشف هذا الحمل الكثير من أشكال التمييز ضد المثليين في ولاية نبراسكا. ورغم أن زواج المثليين أصبح قانونيا بعد قرار المحكمة العليا عام 2015، إلا أن قوانين ولاية نبراسكا لا تُجرم أشكال التمييز على أساس الميول الجنسية. وحتى عام 2017، كانت الولاية تعتمد قوانينا ترجع لعشرات السنين، تمنع تبني المثليين للأطفال.
وخاضت إليدغ معارك مع شركة التأمين الصحي لتغطية نفقات الحمل والولادة بنفس القدر إذا كانت تلد طفلها هي.
وبسبب القوانين التي تحتم تسجيل من تلد الطفل على أنها الأم، فإن شهادة ميلاد أوما تحمل اسم سيسيل إليدغ في الجزء المخصص لبيانات الأم، وابنها ماثيو في الجزء المخصص للأب. في حين استُبعد دوغرتي من التسجيل في شهادة الميلاد.
ويقول إليدغ إن "هذا مجرد مثال صغير على العراقيل التي نقابلها في طريقنا." وكان إليدغ قد تصدر عناوين الصحف منذ أربع سنوات، بعد فصله من وظيفته في إحدى المدراس الثانوية الكاثوليكية بسبب نيته الزواج من دوغرتي. وفجر هذا القرار الكثير من الغضب آنذاك، إذ شارك الآباء والطلبة في مذكرة احتجاجية إلكترونية تطالب "بوقف التمييز في أماكن العمل ضد إليدغ وغيره من المدرسين المثليين في المستقبل". وانتهت المذكرة الآن، لكنها جمعت أكثر من مئة ألف مؤيد.
ورغم تفضيل العائلة للخصوصية، تقول إليدغ إنهم قرروا نشر القصة لمواجهة نماذج "الكراهية" ضد المثليين وأسرهم، وتوصيل رسالة "أن هناك أمل دائماً".
أما بخصوص ردود الفعل السلبية، يقول ماثيو إليدغ: "اعتدت عدم التعامل معها بشكل شخصي. وفي نهاية المطاف، لدينا أسرة، وأصدقاء، ومجتمع كبير يدعمنا." واليوم، بعد مرور أسبوع على الولادة، تقول إليدغ إنها وحفيدتها بصحة جيدة. "فهذه الصغيرة تحظى بالكثير من الدعم، وستكبر في كنف أسرة محبة. وهذا هو ما حاولنا دائما أن نقدمه."