مكان يبعث على الدهشة
قالت الدكتورة بيتاني: «اكتُشفت الأجساد المُحنطة لبعض من عظماء الفراعنة المصريين في مكان يبعث على الدهشة. يبدأ الطريق هنا، في مدينة الأقصر القديمة، حيث بدأت بعض الأشياء الغريبة تظهر في أسواق الآثار. كانت ثروات قيّمة للغاية تعود إلى أحد أشهر الفراعنة المصريين، ولكن لم يكن أي شخص يعرف من أين كانت تأتي». أضافت: «في ربيع عام 1881، بدأت السلطات المتشككة في الاستفسار، واكتشفت أنها كانت تباع عن طريق مزارع محلي يُدعى عبد الرسول. فاستُوقف على الفور للاستجواب وخضع للتعذيب. وكشف عن مصدر كنوزه». وبعد ذلك، اصطحب عبد الرسول علماء الآثار إلى الموقع الذي يُعرف الآن باسم «تي تي 320». وأوضحت الدكتورة بيتاني: «قاد المحققين إلى واجهة هذا الجرف الصخري الذي يطل على وادي النيل. وكان هذا الموقع النائي آنذاك غير مكتشف على الإطلاق، وقادهم (عبد الرسول) إلى هذا الموقع وهذا التجويف في واجهة هذا الجرف العمودي، الذي يُعرف الآن بـ «تي تي 320″. ادَّعى المشتبه فيه المذعور أن ماعزاً من معيزه سقط في هذه الحفرة، وأنه هبط بسرعة لإنقاذه. اكتشف عبد الرسول اكتشافاً مذهلاً، وعندما هبط المحققون بأنفسهم إلى داخل التجويف البالغ عمقه 13 متراً، لم يكن أي منهم متأهباً لما عثروا عليه. كان هناك في الأسفل 40 مومياء وكانت (المومياوات) لفراعنة وملكات وأفراد آخرين من الأسرة الملكية».
مشهد استثنائي في متحف القاهرة
أوضحت الدكتورة بيتاني القصة المتعلقة بالكاهن الأكبر الذي كان حياً قبل آلاف السنين. إذ تابعت حديثها قائلة: «قبل ما يقرب من 3000 عام، اكتشف كاهن يُدعى بينوزم أن اللصوص كانوا يغيرون على مقابر وادي الملوك والملكات، حيث كان يُدفن فراعنة مصر وملكاتها وأثرى أثريائها، ولم يكن اللصوص يسرقون كنوز المقابر وحسب. أدرك بينوزم أنهم كانوا يأخذون جثثهم أيضاً. ولم يكن هذا بالنسبة إليه مجرد سرقة، بل كان تدنيساً، وقضاء على أي فرص للخلود بعد الموت، لذا عرف أن عليه التصرف بسرعة». وأردفت: «استدعى بينوزم أتباعه المتقزمين من أجل مهمة خطيرة، بأن يقتحموا المقابر، ويسرقوا جثث الملوك، ويهربوها إلى هذا الجبل، ثم يخبئوها داخل هذا التجويف. لقد خُبئت هنا، بدون إزعاج، لحوالي 3000 عام، حتى أفشى ماعز عبد الرسول عن مخبئهم». وقالت: «واليوم، توجد جميع مومياوات الفراعنة معاً في القاهرة، في مشهد استثنائي بحق».