عادات غريبة للعائلات المالكة.. هنري الثامن لديه أناس يُقبِّلون أغطية سريره
لآلاف السنين، استخدم الملوك المتذوقين ليختبروا لهم طعامهم قبل أن يتناولوه. لكن الملوك لم يكونوا قلقين فقط بشأن ما يتناولونه، فقد شعروا بالرعب أيضاً من فكرة لمس شيء ربما يكون مغطى بطبقة من المواد السامة، التي ستخترق جلودهم. وكما كتب أمبرواز باريه، الطبيب الملكي الفرنسي من القرن السادس عشر: «لم تعد السموم تقتل فقط حين تدخل إلى الجسم، ولكن يكفي لبعضها وضعها على طبقات الجلد الخارجية». ربما لهذا السبب، كان يتعين على الرجال الذين يعدون فراش هنري الثامن كل صباح تقبيل كل جزء من الأغطية والوسائد والبطانيات التي لمسوها، لإثبات أنهم لم يلطخوها بالسُّم. وكان الملك قلقاً أيضاً من أن أعداءه قد يحاولون تسميم الملابس الخاصة بابنه إدوارد. لذلك لم يكن الأمير يرتدي الملابس الجديدة مباشرة فور قدومها من الخياط، فقد كان يجب غسلها وتهويتها أمام الموقد أولاً، لإزالة أي مواد ضارة. وقبل أن يرتدي الأمير أي شيء من الملابس -جوارب، أو قميص، أو صديري- كان خدَمه يختبرونها. وذلك إما بفرك طبقاتها الداخلية والخارجية على بشرتهم، وإما بإلباسها لصبي له حجم إدوارد نفسُه وينتظرون ليروا ما إذا كان الطفل سيصرخ مع تآكل بشرته بسبب السم.
2- إليزابيث الأولى كانت تستخدم مستحضراً تجميلياً يتكون من مواد كيميائية
بصفتها «الملكة العذراء»، لم تختبر إليزابيث مخاطر الموت في أثناء الولادة أو معاناة مضاعفات الحمل. في الواقع، كان مرضها الخطير الوحيد هو إصابة شديدة بعدوى تكاد تكون مميتة من مرض الجدري في عام 1562، وهي في عمر الـ29 عاماً؛ وهو الأمر الذي تسبب في تنقُّر بشرتها. ولم تكن تعلم أن جهودها لإخفاء هذا الضرر ربما تكون قد اقتطعت بضع سنوات من حياتها. في تلك الأوقات، لم تكن البشرة الخالية من العيوب هي فقط مجرد مسألة جمال. بل كان يُنظر إلى التشوهات من أي نوع على أنها دليل على غضب الله من الخطيئة، أو نتيجة التشويش الداخلي بالأفكار السيئة. على سبيل المثال، كان يُعتقد أن الخيالات الجنسية الفاسقة «تتفجر صاعدة» من مناطق الجسم الحساسة إلى الوجه. ولجأت بعض النساء إلى سد نُقَر الجدري بمزيج من زيت التربنتين وشمع العسل وحتى الدهون البشرية. وكان يمكن شراء الدهن البشري من العطار المحلي (أو -من دون الحاجة إلى وسيط- مباشرة من جلاد المدينة، الذي يجتزئه من جثث المجرمين المدانين الطازجة). ولإضافة قليل من الألوان فوق قناعها الأبيض المكون من الرصاص والزرنيخ، أضافت الملكة إليزابيث اللون القرمزي. وذلك بوضع الزنجفر المجفف الذي يحتوي على الزئبق، على خديها وشفتيها. بمعنى آخر، كانت الملكة تغلّف وجهها بمجموعة متنوعة وكثيفة من المواد السامة كل يوم.
3- نادراً ما استحمَّ كثير من الملوك، وكان بعضهم يعتقد أن الاغتسال خطير
في الفترة الأخيرة من القرن الثالث الميلادي، كانت القنوات الرومانية المائية البالغ عددها 11 قناة بمدينة روما، تغذي 1212 نافورة عمومية و926 حماماً عمومياً. لكن في عام 537م، قطع الغزاة القوط هذه القنوات المائية، وهو ما جعل الاستحمام أكثر صعوبة. ولم تكن لدى الكنيسة الكاثوليكية المبكرة، التي أدارت كثيراً من الأعمال اليومية لروما في هذه الفترة المضطربة، أي فكرة عن كيفية إصلاح القنوات؛ ومن ثم أعلنت أنه يجب الحد من الاستحمام، على أي حال، لأنه شكل من أشكال مذاهب المتعة الآثمة التي يمارسها الوثنيون. وبمرور الوقت، بدأ الأطباء في اعتقاد أن الاغتسال كان أمراً خطيراً، خطيراً جداً، في الواقع، حتى إن كثيراً من الناس استشاروا المنجّمين لتحديد أكثر المواعيد المباركة المناسبة للاستحمام. وفي القرن السادس عشر، قدَّم كتاب شهير في هذا الوقت، بعنوان «This is the Myrour or Glasse of Helth»، نصيحته: «لا تستحمَّ أو تتناول الحساء المغلي، وتجنَّب التعرق أكثر من اللازم، لأن كل هذا يتسبب في فتح مسام الجسم ويجعل الهواء السام يدخله ويفسد الدم». وفي أواخر القرن الخامس عشر، تباهت ملكة إسبانيا إيزابيلا بأنها استحمت مرتين فقط طوال حياتها. وورد أيضاً أن الملكة إليزابيث الأولى كانت تستحمُّ مرة واحدة في الشهر، «سواء كانت بحاجة إلى ذلك أم لا». وكان لخليفتها، جيمس السادس والأول، نفور كبير من الماء، وورد أنه لم يستحم قَطّ. وشَكَتْ إحدى السيدات العاملات بالمحكمة ذات مرة، من أنها وصديقاتها «أصابهن القمل بشدة، ذلك لأنهن جلسن في غرفة المستشارين التي يتردد عليها جيمس». ولم يكن جيمس حتى يغسل يديه قبل الأكل. وعلى مائدة العشاء، كان «فقط يفرك نهاية أصابعه برفق بطرف منديل مبلل». وكتبت حبيبته، دوقة باكنغهام، ذات مرة، في إحدى رسائلها إلى الملك: «لذا، فأنا أتطلع إلى نيل بركتك، وتقبيل يديك القذرة»
4- كان بعض الملوك يأكلون لحوم البشر!
في الماضي، كانت أجزاء الجسم البشري، التي تُسمى «Mumia»، تُباع في كثير من الأحيان إلى الصيدليات والأطباء من قِبل الجلادين بالبلدة. ويعتقد الأطباء أن بعضاً من جوهر قوة الحياة ظل بالجسم بعد الموت، خاصةً في حالة الإعدام أو الحوادث التي تمَّ فيها سلب الحياة فجأة من شاب يتمتع بصحة جيدة. ومن ثم يمكن استيعاب ما تبقى من العمر الطبيعي للمتوفى، من خلال الشخص الذي يستهلك أجزاء جسمه. ونعلم من سجلات المحكمة أن عديداً من الملوك -تشارلز الثاني، وويليام الثاني ملك إنجلترا، وفرانسوا الأول ملك فرنسا، وكريستيان الرابع ملك الدنمارك- كانوا في الواقع من آكلي لحوم البشر عندما يتعلق الأمر بأدويتهم. ولا يُعرف ما إذا كانت إليزابيث الأولى قد استهلكت أجزاء بشرية أم لا، ذلك لأن اثنين من أطبائها الملكيين المفضّلين كانا يوصيان بها بحرارة لمرضاهم الآخرين. وعندما عانى جيمس الأول، ملك إنجلترا، النقرس ابتداءً من عام 1616، أوصى طبيبه ثيودور دي مايرن بـ «مسحوق لعلاج المفاصل مؤلَّف من بقايا جمجمة بشرية غير مدفونة، وأعشاب، ونبيذ أبيض، ومصل اللبن، ويؤخذ عند اكتمال القمر». لكن بما أن «الملك يكره أكل الأجسام البشرية، يمكن أن تحل رأس ثور محل الرأس البشري في هذه الحالة».
5- كانت العائلة المالكة الإسبانية تتشارك أسرَّتها مع أجزاء من رفات القديسين
أتت عديد من الوصفات العلاجية الطبية التاريخية مصاحبة لجرعة كبيرة من الطقوس الدينية: الصلاة، والصوم، والاعتراف بالخطايا، ومساعدة الفقراء. وبالنظر إلى هذا، كان يُعتقد أن الله بالتأكيد سينظر بلطف إلى الشخص المريض ويتكرم عليه بالشفاء. في هذا الصدد، أخذت العائلة المالكة الإسبانية، التي أبقت رفات القديسين تحت سيطرتها بتقدير بالغ، هذه الخرافات إلى أبعد الحدود. على مدى قرون، كلما مرضَ أحد أفراد العائلة المالكة بشكل خطير، كان الأطباء ينقلون أجزاءً من رفات القديسين -وأحياناً الجثمان بأكمله- من الكنائس والأديرة ويضعونه في السرير مع المريض. هذه القصة تجعلنا نتخيل أميرة شابة رقيقة، تستيقظ من الحمى وتدير رأسها، لترى جمجمة مبتسمة مستلقية إلى جوارها!