ويقول الرجل طويل القامة وذو الشعر البني المجعّد المنسدل على كتفيه واللحية الصغيرة "كنّا نمضي وقتنا" خلال فترة الحجر "داخل المنزل من دون القيام بأي أمر مهمّ"، مضيفاً "كانت زوجتي ترسم وشعرت بالحاجة إلى أن أحاول ممارسة هذا النشاط".
ويضيف بصوته المنخفض "تعلّمت الرسم استناداً إلى مقاطع فيديو شاهدتها في يوتيوب (...) وأحببت" هذا الفن. ومن بين نشاطات أخرى عدة، أضحى الرسم "أكثر ممارسة مثيرة للاهتمام لي".
وتبدو معظم اللوحات المعروضة والتي لا يتجاوز مقاس الأكبر منها 60*80 سنتيمتراً، انعكاساً لذكريات طفولة عمر بن لادن ومراهقته. وأمضى نجل أسامة بن لادن سنوات حياته الأولى في مسقط رأسه السعودية. ويقول "انتقلنا إلى العيش مع والدي في السودان عندما كنت أبلغ عشر سنوات، قبل أن نغادر (برفقته)" بعد أربع سنوات "إلى أفغانستان".
ويبرز هذان البلدان بقوة في أعمال عمر بن لادن. إذ تظهر في إحدى لوحاته جبال استخدم في رسمها اللون الأحمر وهي موجودة في أفغانستان التي يصفها بأنها "بلد مذهل". ويقول إنّ "الأحمر يرمز إلى المعاناة والحرب والتفجيرات والموت (...) وهو ما يشكل أصعب مرحلة في حياتي".
وبعيداً عن حياة المدن التي يكرهها، يستمتع المحب للطبيعة والمساحات الواسعة والحرية بحياته الجديدة. ويقول "إنّ الأشخاص يحكمون علي أحياناً استناداً إلى هوية والدي"، "لكنني أشعر هنا بحرية كبيرة وبأنني معفي من أي مسؤولية عن تصرفات والدي (...) لا أحد يحكم علي بل يحترمونني ويتركونني أعيش بسلام".