رأي

هل انهي ترامب حل الدولتين ؟

أفرز قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية وعلى منطقة الشرق الأوسط وسوف يؤدي إلى توترات شديدة بين القوى الإقليمية فى المنطقة وخارجها والتى سوف تسعى كلا منها إلى لعب دور فيما يجرى من تطورات يكون وقودها الفلسطيني على مذبح ما يسمى بالتسوية المزعومة.

وبداية فأن هذا القرار الأمريكي وان كان سوف يضع المنطقة على فوهة بركان, سوف ينفجر فى وجه كل من يسعي إلى دور إقليمي، يعتبر خروجا على كل قرارات الشرعية الدولية والتى سبق وأن ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية لإقرارها واعتمادها فى مجلس الأمن والجمعية العامة، كما أن ترامب تجاهل تبعات قراره وآثاره السلبية الخطيرة على الجهود المبذولة لإحياء مفاوضات التسوية التى دخلت إلى الثلاجة بسبب استمرار إسرائيل فى سياسات عنصرية ومنها الاستيطان وتهويد مدينة القدس ورفض الافراج عن الأسري والمعتقلين الفلسطينين حسب اتفاقات سابقة ضربت بها عرض الحائط.

ان القرار الذى اتخذه ترامب قد وضع الولايات المتحدة خارج إطار عملية التسوية الجارية حيث لم تعد وسيطا مقبولا من الجانب الفلسطيني، حيث انها بهذا القرار قد انحازت إلى جانب الكيان الصهيوني انحيازا سافرت، مما دفع منظمة التحرير الفلسطينية إلى الرفض والتنديد بهذا القرار وبدأت فى دراسة العديد من القرارات وفى مقدمتها التفكير فى إعادة النظر بالاعتراف المتبادل بينها وبين إسرائيل، وكذلك التقدم بطلبات العضوية فى المنظمات وخاصة محكمة الجنايات الدولية فى لاهاى والتى كانت الولايات المتحدة تضع فيتو على تقدم فلسطين بطلب عضويتها والذى يفتح المجال للمنظمة بطلب محاكمة قادة الكيان الصهيونى كمجرمين حرب نظرا لارتكابهم العديد من المجازر ضد الشعب الفلسطيني.

ان الرد المناسب على قرار ترامب هو ان تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بالانتقال من مرحلة الحكم الذاتي تحت الاحتلال إلى مرحلة الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 22.11.2017 والقاضي بقبول دولة فلسطين عضوا مراقبا فيها ، وهو ما يعني انهاء العمل بأتفاق أوسلو وملحقاته ولكل ما يترتب على ذلك من وثائق الاعتراف المتبادل والاتفاقيات الأمنية والسياسية والاقتصادية على طريق فك الارتباط وإنهاء الاحتلال وممارسة الدولة الفلسطينية لسيادتها الوطنية الكاملة.

ومن هنا يصبح لزاما على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي ودول عديدة رفضت قرار ترامب بالبدء بتنفيذ قرارات الامم المتحدة وبدون الولايات المتحدة الأمريكية التى اختارت أن تصبح طرفا غير محايد واقف إلى جانب الإحتلال الإسرائيلي، وان تتبنى:

اولا : حل الدولتين على اساس قرارات الشرعية ذات الصلة وذلك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

ثانيا : وقف شامل للاستيطان لما فى ذلك القدس الشرقية.

ثالثا : عدم القيام بإجراءات احادية الجانب من الطرفين.

رابعا : حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194 وما جاء فى مبادرة السلام العربية.

خامسا : حل كافة قضايا المرحلة النهائية والتى وردت فى أوسلو من خلال المفاوضات.

والسؤال الذى يطرح نفسه حاليا هل تستطيع أوروبا ان تتحدى الولايات المتحدة وتبداء فى وضع إستراتيجية لعملية تسوية شاملة فى الشرق الأوسط وبالتعاون مع الاتحاد الروسي والصين الشعبية وكتلة أمريكا اللاتينية وآسيا ومنظمة التعاون الأفريقي وكذلك الاسيوى والاسلامى، ام ان كل دول العالم فى كفة وأمريكا وإسرائيل فى كفة ؟ فمن منهما تتفوق على الأخرى.