رأي

في حالة الثوريين و المتقمصّين

لا يمكن لاي متتبع للشان والواقع العربي الحالي ان يُنكِر الصراع الدائر الحالي وغير المتكافيء بين محور و دَعوني أسميه ب الحراس التقليديون، وهو تيار (قوى) الجهل والفوضى وهذا التيار بالمناسبة يحتوى على قيادات تعلم جيدا ومدربه ماذا تفعل حسب المهمات الموكلة لها وهي الاخطر ،وهم خليط لمستويات مختلفه من الناس ، اتباع ومنظرين ،وموظفين واناس عاديين ،وعلماء وكتاب ورجال صحافة، ورجال اعمال والمتقمصون للدور الثوري والسياسي الوطني ورجال الاصلاح والخير، فكل شريحة لها قدراتها وامكاناتها.

ويضم هذا المحور اناس ايضا من الاديان والاعراق والمذاهب المختلفه ومناطق جغرافية مختلفة قريبة اوبعيدة ولكنهم جميعا مرتبطون محوريا معا يعيشون داخل المجتمعات العربية بسهولة ويسر للتاثير سلبا و بشكل مباشر ومتعمد لاعاقة او تاخير اي انطلاقة حقيقية نحو نور الشمس ، طريق الخلاص لهذه المجتمعات البائسة مما هي فيه من فقر وجهل وقتل وفوضى وفساد وذلك لاطالة عمر حالة العجز العربية التي نحن فيها نعيش ، منذ سايكس بيكو الاولى ،

ولكي نختم عن توصيف هذا المحور الخطر المخدِّر، يتبعهم اناس طبيعيون مُغيبون عاديون جاهزون للتعبئة الفكرية السلبية لتخدم الاهداف المرسومة ، ولا يعلمون حقيقة تلك الاهداف الحقيقية التدميرية التي يسعى لها قادة هذا المحور المتناقض مع واقع تطورشعوبهم ورغم صدق هؤلاء التبع بمشاعرهم وبحسهم الوطني والاخلاقي والديني ، ولكنهم حتما هم فريسة سهلة لحالة عدم الوعي ، اما الطرف الاخر ،

المحور الثاني ،المخلص لعروبته والضعيف بامكاناته الغني بفكره وعلمه فهو ايضا شبيه بالطرف الاخر او الاول بتقسماته وفئاته ولكن بصورة معاكسة ، فهو يعيش كاقلية ، فالمجاهرة والسباحة ضد التيار، صعب جدا ومكلف وشاق لايقدر على تحمله الكل ، وحتما ستلفق له الف تهمة وتهمة من التهم الجاهزة ، فمن منهم يجروء على اصدار كتاب او اعلان ندوة او اشهار موقف سياسي او ورشة نقد بنائه او يعرض فيها افكاره لتطوير بلده ورقيها ، دون ان يؤدي هذا الى تعريض حياته للاخطار والمتاعب واقلها المضايقات فهم دائما قلة لا تتجاوز نسبتهم الخمسة او السبعة بالمائة على ابعد تقدير من افراد المجتمع وهي نسبة عالية ان وجدت ، والمقتدرون منهم نفسهم قصير يختارون الهجرة كملاذ لهم من واقعهم ، اذا كانت امكاناتهم تسمح بذلك ومن لايستطيع او كان غير مؤمن بمبدا الهجرة لاسباب موضوعية ووطنية ودينية ، فسوف يستكين " انت استكنت " ( كما قالها لي ابو عمار رحمه الله اثناء جدال لي معه 1998) ويلتزموا الصمت ويحافظون على نمط عيشهم بلا امل بالافق الوطني او المستقبل الموعود ،

والجدال الذي اطرحه الان ليس للفريق الاول ، فالفريق الاول حسم امره ورتب اوراقه ويقفز من نجاح الى نجاحات ، سؤالي وجدالي موجه للفريق الثاني الذي احب، وهو عزيزا على قلبي. سؤالي لهم اتدرون لماذا انتم فاشلون او تفشلون او فشلتم بالتاثير قدما وايجابيا لمصلحة تطور وتقدم العالم العربي وحتى ان كان لكم ولنا حيزا قليلا من التاثير على الجماهير ومنكم الكتاب العظماء ومنكم ثوريون لهم ماضي يشهد له بالمعاناة والتصدي للظلم ،

ومنكم رجال تربويون خرجوا اجيالا من العلماء والمفكرين وصناع القرار ، منكم متخصصون في مجالات مختلفة ومنكم ايضارجال للصحافة واهل تقوى وورع، السبب براي ليس بنقص لاسمح الله في كفاءتكم او قدراتكم الابداعية والخلاقة ، فالمكتبات والكنوز العلمية والادبية والفنية تزخر فيها الرفوف والمواقع العلمية ومراكز الابحاث والدراسات و بغوغل وفي للبلدان العربية والعالمية ومنكم من استحق الجوائز العلمية وكرم سواء بالمحافل العربية والاجنبية ،

فالامر ببساطة هو من يتحمل اكثر في مسالة العض على الاصابع وعدم جدية المجابهة والخوف والهروب من واقع المواجهة الحتمية بين المحورين لان القوى التي امامكم باطشة ، فان استسلمتم ضعتم وضاعت احلامكم ولن تستطيعوا عمل اختراق للواقع العربي وكانت عناوين التشتت امامكم وهذا ما حصل ويحصل معكم الان . فانتم لديكم الصدمة والارباك الاجتماعي والاخلاقي التالي للسؤال التالي كيف تبدأون بالتقدم وتتسالون هل نبدأ بمسالة الامام العادل ثم حرية الراي ثم الديمقراطية ، ام نبدا بحرية الراي ثم خلق انظمة ديمقراطية ، ام بنظام ديمقراطي ثم العدالة الاجتماعية ثم فرز لحاكم عادل، هل نلتزم باصلاح القوانيين والنظم الحديثة التي تكفل للجميع المساواة مرة واحدة كمطلب اساسي لابديل عنه ،

ومن يلزم من الجماهير تلزم الحكام ولاتنتظر ام الحكام يغبرون الجماهير ، لذلك حتى انتم وقعتم بهذا المطب وهذا المازق و لم تستطيعوا ان تتوحدوا وتتخندقوا في مواقع السباحة عكس التيار الجارف الذي فيه المجازفة بحياتكم ، واثرتم المهادنة والسلامة الشخصية الا من قلة تمرمرت في السجون بسبب حرية الكلمة ولم تستطيعوا اخراجهم منها او حتى الدفاع عن امنهم وسلامتهم وهم قابعون بسجون الكلمة الحرة . اذن انتم ايضا تنقصكم الثورية وتنقصكم ايضا وسائل الانصهار بين الجماهير كما فعل و يفعل الفريق الاول والذي يتابع بدقة متناهية ماذا تكتبون وما تسطرون . وما انتم عنهم بغافلون .

بقلم الأستاذ نائل حطاب