في زمن التيه قتلوا الإبداع والعطاء، وبحثوا عن هوامش الأمور ،فلا كل هذه السفرات مغانم، بل مغارم تجلب لمن يلهث خلفها القلق، والضجر وتقتله وهو حي ،وتجعله اسيرا لواقع لا يوجد فيه سطورا جميلة يمكن ان يبني عليها المرء حتى مستقبل اولاده ،فحجم هذا الضياع يفوق قدرات البشر، ورغم ذلك تجد الهياكل العظمية المتبقية من بقايا هذا الإنسان تلهث خلف السراب، كمن يجري في صحراء قاحلة ليروي ظمأوه معتقدا ان هذا السراب هو ماء .
سحابة الحزن، والأسى التي يعيشها إنسان هذا الزمان، بحاجة لرياح عاتية لإزاحتها، او حتى تبديدها، فقد تحول واقعنا إلى ظلام دامس، حتى اثناء سطوع الشمس .
كل مؤشرات الكون تفيد ان لا حياة في وطن يخيم عليه الموت البطيء، الذي ينهش اجسادنا ،وعقولنا ،وتفكيرنا في مصير مجهول، لم نتخيل يوما أننا سنواجهه ،فلم يعد امامنا سوى اخر إبتسامة وهى إبتسامة الموت، التي تنهي هذا الواقع ،وهذا الموت البطيء، الذي قتل كل معالم حياتنا الفانية . بقلم ف.ر. فلسطيني مقيم ب قطاع غزه