وفي معرض رفضها للمشروع الكويتي الذي طُرح على مجلس الأمن الليلة الماضية بشأن تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ، هذا الشعب الفلسطيني دفع في مسيرة العودة السلمية أكثر من مائة وثلاثين شهيدا وآلاف الجرحى ، فإنّ نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن تعلن بكل وقاحة أنّ بلادها ستستخدم -ق النقض ( الفيتو ) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت لمجلس الأمن ، بل وطالبت الدول الأعضاء حفي مجلس الأمن بالتصويت ضد مشروع القرار ، وذلك كما عللت وبررت نيكي بأنّ الاحتلال الصهيوني هو في حالة دفاع عن النفس اتجاه العدوان الفلسطيني المستمر على الاحتلال ، لذلك فإنّ نيكي هيلي طرحت مشروع قرار يدين استخدام حماس الصواريخ في قطاع غزة ، حيث سقط مشروع القرار هذا بحصوله على صوت واحد فقط هو الصوت الأمريكي واعتراض ثلاثة أعضاء مع امتناع أحد عشر عضوا عن التصويت.
هذا الموقف الأمريكي ليس جديدا وليس مفاجئاً ، حيث تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية لكل العرب والفلسطينيين خاصة بأنها لم تكن في يوم من الأيام دولة محايدة أو طرفاً نزيهاً في الصراع العربي الصهيوني ، بل هي اليوم تؤكد وتصر وبشكل واضح علني وصريح أنها هي صاحبة المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني والحامية له.
هذا الموقف الأمريكي المتجدد يؤكد للذين راهنوا على الولايات المتحدة بأنها يمكن أن تساند أي حق فلسطيني ، إنما كانوا واهمين ، وقد خرجوا من دائرة الصراع العربي الصهيوني ، بل أكثر من ذلك أصبحوا أدوات ضغط على الفلسطينيين لمصلحة الاحتلال الصهيوني ، ودفعوا بالفلسطينيين للقبول بأي تنازل يطلب منهم تحت مبدأ لنعطي الصهاينة الفرصة ، أنها سياسة منح الفرص المتكررة للعدو الصهيوني دون الحصول على أي حق من الحقوق الفلسطينية.
هذا الموقف للعدو الأمريكي الصهيوني يتطلب مجابهة فلسطينية حقيقية بعيدة عن أوهام أمريكية تم تسويقها والتعامل معها على أنها حقيقة مطلقة ، فلم يعد ما سمي بحل الدولتين حلاً ممكن الإنجاز والتطبيق ، بل أنّ حل الدولتين الوهمي كان مقدمة لصفقة القرن التي تأخذ طريقها على الأرض ، وذلك بتكريس الولايات المتحدة الأمريكية القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني ، والمضي العربي بالتطبيع مع الاحتلال ، الذي تتطلب مواجهته إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني النقيض المطلق للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني ، والتأكيد على أنّ نضال الشعب العربي الفلسطيني هو نضال تحرري وطني ، وأنه ما زال في مرحلة التحرر الوطني ،مع ضرورة الخروج من وهم السلطة التي هي بدون سلطة كما يقول الرئيس الفلسطيني الأخ أبو مازن.
حمص في 2/6/2018 صلاح صبحية