وقال المحلل السياسي في المصري في تصريحات لـRT: "أعتقد أن مصر تحاول بكل السبل الضغط للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة لأنها من أكثر الدول المتضررة من هذه الحرب وبالتالي القاهرة تعلم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هو المعرقل الأساسي لإتمام الصفقة لاعتبارات شخصية لاستمرار الحرب".
وتابع عبيد: "لذلك كان لا بد للقاهرة أن تستعمل اللغة الخشنة مع الجانب الإسرائيلي لإجباره على وقف هذه المجازر ولكن موقف القاهرة اللين هو ما شجع الجانب الإسرائيلي على المضي قدما في حربه ومجازره وبالتالي التقارير التي تشير لغضب الجانب المصري في المفاوضات تدل على مدى استياء مصر من تعنت الاحتلال، لأنها تدرك جيدا أن الفشل هذه المرة ربما يعني نشوب حرب إقليمية بعدما تم الربط بين وقف الحرب في غزة مقابل عدم الرد الإيراني على اغتيال هنية في طهران ورد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر".
وأكد أن "هذا ما تريد القاهرة أن تتفاداه لأنه سيؤثر على الاستقرار في المنطقة وبالتالي ينعكس على الوضع في الداخل المصري، وأعتقد أن الفصائل الفلسطينية في غزة والجانب الإسرائيلي يؤكد على الوساطة المصرية في أيا من جولات التصعيد أو الحرب الشاملة، وذلك لثقتهم في الدور الذي تلعبه مصر من أجل إرساء الأمن والاستقرار في الإقليم، وسعيها الدؤوب على إيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر الطرق والمسارات السياسية بعيدا عن الصراع العسكري المسلح الذي يخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة للغاية".
وأشار المحلل السياسي المصري يسري عبيد إلى أن المراقبين في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ينظرون للموقف المصري بكل تقدير واحترام لما تمثله القاهرة من ثقل على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى كونها أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين لواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي خلال العقود الماضية، وذلك لتأثير المفاوض المصري وامتلاكه من الأدوات التي تمكنه من استعادة الهدوء في الأراضي الفلسطينية المحتلة شريطة توافر الإرادة السياسية لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.