وجاء في رسالة بعث بها بار الأسبوع الماضي، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وعدد من الوزراء الآخرين، الذين استثنى منهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الذي طالب بدوره باستقاله بار.
وبالإضافة إلى نتنياهو وغالانت، فقد بعث بار برسالته إلى وزير القضاء ياريف ليفين، ووزير التعليم يوآف كيش، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الداخلية موشيه أربيل، والمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف ميارا، بحسبما أوردت القناة الإسرائيلية 12.
وكتب بار في رسالته: "أكتب إليكم هذه الرسالة بألم، وبقلق بالغ، كيهودي، وكإسرائيلي، وكضابط أمن، بشأن ظاهرة الإرهاب اليهودي المتزايدة من قبل ’شبيبة التلال‘"، مشيرا إلى أن اعتداءاتهم باتت "منذ فترة طويلة ظاهرة واسعة النطاق للنشاط العنيف ضد الفلسطينيين".
وأشار بار إلى أن "الظاهرة تجري في ظل الأحداث الأمنية، و(غياب) يد الشرطة (عن اعتقال المشاركين في الجرائم التي يرتكبها المستوطنون)، وربما هناك شعور بدعم سريّ؛ باتت تكتسب حجما وتغير وجهها".
وأضاف بار موضحا هذه النقطة بالقول، إن "عمل القلة (تحول) إلى نشاط المئات"، مشيرا إلى "توسع كبير في نطاق المشاركين في هذه الظاهرة".
ولفت إلى "فقدان الخوف (من قِبل المستوطنين مُرتكبي هذه الجرائم) من الاعتقال الإداري، نظرا لظروف اعتقالهم، والأموال التي يتلقونها بعد إطلاق سراحهم من أعضاء كنيست، مع إعطائهم الشرعية، وكلمات الثناء، إلى جانب حملة نزع الشرعية عن قوات الأمن".
وشدد بار على أن هناك تحولا "من نشاط مركّز وسريّ إلى نشاط واسع ومرئيّ؛ من استخدام الولّاعة إلى استخدام وسائل قتالية"، كما أشار إلى أن بعض الجرائم تُرتكَب "في بعض الأحيان، باستخدام وسائل قتالية (أسلحة) وزّعتها الدولة بشكل قانوني".
كما أشار رئيس جهاز الأمن العام إلى أن التحول في "التهرب من القوات الأمنية، إلى مهاجمة القوات الأمنية"، وذلك في إشارة إلى عدم امتثال الحريديين للخدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وبحسب بار، "تُقابل هذه الظاهرة اليوم، بغياب الإدانة من قبل القيادة.. وإحساس بدعم حكومي معين"، مشيرا إلى أن الشاباك ليس حلا لإنهاء هذه الظاهرة، فهو "ضمادة مصمَمة لعلاج أقلية متطرفة، وليس الأساس لمعالجة جذر المشكلة".
ولفت إلى أن "المطلوب، ائتلاف من المخططين، والوزراء، والوزارات الحكومية، والحاخامات والقادة الإقليميين"، مشددا على أنه "في غيابها" لا يمكن معالجة هذه الظاهرة.
وذكر بار في رسالته أن "قادة الظاهرة يسعون إلى (دفع) النظام نحو فقدان السيطرة، بحيث لا يكون لدى النظام القائم القدرة على السيطرة على الأحداث على الأرض".
وشدد على أن "الضرر الذي لحق بدولة إسرائيل، وبخاصة في هذا الوقت، وبالأغلبية الساحقة من جمهور المستوطنين، لا يوصف".
وعدد أمورا لحق بها ضرر جسيم، أبرزها "نزع الشرعية العالمية (الممنوحة لإسرائيل) حتى بين أفضل أصدقائنا؛ ونشر قوات الجيش الإسرائيلي التي لا تزال تواجه صعوبة في تلبية جميع المهام، وهي ليست مصممة للتعامل مع هذه المهام على أي حال؛ والهجمات الانتقامية (التي قد ينفذها فلسطينيون) التي تشعل جبهة أخرى في الحرب المتعددة الجبهات التي نحن فيها، وإدخال عناصر إضافية إلى دائرة الإرهاب؛ وصعوبة إضافية في خلق تحالفات إقليمية مطلوبة أمام المحور الشيعي".
وأشار بار إلى اقتحام ألفين و958 مستوطنا، المسجد الأقصى بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، في الثالث عشر من الشهر الجاري، حينما تقدمهم بن غفير؛ وقال إن "العروض التي شاهدناها في جبل الهيكل، هي تعبير ملموس عن ذلك، فالتقدم في هذا الاتجاه سيؤدّي إلى إراقة الكثير من الدماء، وسيغيّر وجه دولة إسرائيل، بشكل لا يمكن التعرف عليه".
وقال بار: "أعتقد أن الأمر يتطلب بيانا لا لُبس فيه من البداية إلى النهاية، بأن هذا نشاط غير قانوني، وخطير، أخلاقيا وأمنيا، مشيرا إلى أنه "يلزم بذل جهد مشترك بين الوزارات للقضاء على هذه الظاهرة، وأنا مقتنع بأن هذا يجب أن يكون أحد الأهداف الرئيسية للحكومة، في وقت مبكّر قبل فوات الأوان".
وشدد على أن "هذه الظاهرة تخلق خطرا كبيرا جدا على أمن المنطقة".
من جانبه، أصدر بن غفير بيانا قال فيه: "رئيس الشاباك يحاول افتعال اللغط، ومهاجمة الوزير بن غفير لصرف الحديث عن مسؤوليته عن الفشل في 7 أكتوبر، وهذا لن يساعده، ويجب أن يرحل".