ومنذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011 فر أكثر من مليون شخص عبر الحدود إلى لبنان.
ودعا مسؤولون لبنانيون النازحين إلى العودة لديارهم بعد نجاح الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة سيطرته على معظم أراضي بلاده بمساعدة روسية وإيرانية. وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وهو يلقي بيانا وافقت عليه القمة "إزاء استفحال أزمة النزوح واللجوء السوري علاوة على استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين المزمنة ... ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء ووضع كل الإمكانيات المتاحة لإيجاد الحلول الجذرية والناجعة".
كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى "مضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المواتية لعودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم بما ينسجم مع الشرعية الدولية ذات الصلة ويكفل احترام سيادة الدولة المضيفة وقوانينها النافذة".
وقبيل انعقاد القمة تركزت نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على ما إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع ترحيب وذلك بعد أكثر من سبع سنوات على تعليق عضويتها. وتدعو جماعة حزب الله المدعومة من إيران التي قاتلت إلى جانب الأسد وحلفاؤها السياسيون بمن فيهم عون إلى التقارب مع دمشق. ويعارض سياسيون آخرون هذا ويصرون على أن الأمم المتحدة ينبغي أن تشرف على عمليات العودة.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون وهو حليف سياسي لحزب الله إلى "عودة آمنة للاجئين". وقال عون في كلمته "إن لبنان يدعو من هذا المنبر المجتمع الدولي إلى بذل كل جهود ممكنة وتوفير شروط ملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم ولا سيما إلى المناطق المستقرة التي يمكن الوصول إليها أو تلك المنخفضة التوتر من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل إلى الحل السياسي، وعلى تقديم حوافز العودة لكي يساهموا في إعادة إعمار بلادهم والاستقرار فيها". وأضاف "وقد عملنا على اقتراح مشروع بيان ختامي يصدر عن القمة حول أزمة النازحين واللاجئين نظرا لانعكاسات هذه الأزمة الخطيرة على اقتصاد دولنا".
وقال عون "في ظل التحديات الجسام والمهام الكبرى التي تواجهنا بعدما عصفت الحروب والأزمات في عدد من البلدان العربية أتقدم بمبادرة رامية إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية داعيا إلى وضع آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات ومع متطلبات إعادة الإعمار وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام".
وبموجب اتفاقات ساعد حزب الله في التوسط بتحقيقها غادر عشرات آلاف السوريين لبنان إلى سوريا خلال السنة الماضية ولكن هذا العدد يشكل نقطة في بحر مقارنة بحجم أزمة اللاجئين. وتقول الأمم المتحدة إنه لا يزال من السابق لأوانه تحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين. وحذرت جماعات حقوق الإنسان من العودة القسرية إلى سوريا حيث لا تزال التسوية السلمية بعيدة المنال.