وخلال كلمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة استمرت نحو ساعة — أي أربعة أضعاف المدة المخصصة رسميا — دعا ترامب الدول إلى وضع مصالحها الوطنية فوق أي أجندة تعاونية عالمية، مؤكدا أن "الهجرة غير المنضبطة وتكاليف الطاقة الخضراء الباهظة تُدمّر جزءا كبيرا من العالم الحر".
وقال ترامب مخاطبا القادة المجتمعين في نيويورك: "إذا أردتم استعادة عظمتكم، فأنتم بحاجة إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية"، مضيفا أن "العديد من الدول الأوروبية على شفا الهاوية بسبب أجندة الطاقة الخضراء والهجرة غير المنضبطة"، واصفا القضيتين بأنهما "وحش برأسين يدمران أوروبا".
وذهب ترامب إلى حد التهديد الصريح، قائلاً: "بدون إجراءات سريعة بشأن الهجرة، ستذهب بلدانكم إلى الجحيم"، ودعا إلى "إنهاء تجربة الحدود المفتوحة الفاشلة فورا".
كما شكّك ترامب بشكل صريح في جدوى مكافحة تغيّر المناخ، معارضا التزامات المناخ الدولية التي تدعمها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. ويعارض موقفه سياسات المنظمة التي تدعم نظاما عالميا للهجرة واللجوء، وتوفّر الحماية للاجئين الهاربين من الحروب والنزاعات.
ورغم انتقاده الحاد للأمم المتحدة، وصف ترامب المنظمة بأنها تمتلك "إمكانات هائلة"، لكنه اعتبر أن أولوياتها "خاطئة" وتتعارض مع مصالح الدول ذات السيادة.
يُذكر أن ترامب كان قد انسحب خلال ولايته من اتفاق باريس للمناخ، واتخذ إجراءات صارمة للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة، لكنه نادرًا ما دعا الدول الأخرى صراحةً إلى اتباع النهج نفسه — حتى جاء خطابه الأخير في الأمم المتحدة ليكرّس هذه الرسالة بشكل علني وحازم.
