الجزائر: القضاء العسكري يرفض الإفراج عن لويزة حنون للمرة الثالثة

رفضت المحكمة العسكرية الجزائرية الاثنين الإفراج عن لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري (اليسار) التي تقبع في السجن العسكري بمدينة البليدة (40 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة) منذ 9 مايو/أيار الماضي. وتواجه لويزة حنون التي ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2014 تهمتي "التآمر على سلطة الدولة والتآمر على سلطة الجيش".

لكن متتبعون للشؤون الجزائرية ومناضلون في حزب العمال يعتبرونها "سجينة سياسية" مثل باقي السجناء الآخرين الذين تم توقيفهم خلال المظاهرات الحاشدة التي تنظم كل يوم جمعة في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة برحيل كل رموز النظام الجزائري.

ومنذ اندلاع الحراك الجزائري في 22 فبراير/شباط الماضي، تم توقيف حوالى 50 شخصا من مختلف الأعمار شاركوا في المظاهرات الشعبية عبر البلاد حسب تقديرات غير رسمية من المعارضة ودون أن يتم تحديد بشكل قانوني ودقيق الأسباب التي أدت إلى توقيفهم .

وأكد حزب العمال الجزائري في بيان أصدره الاثنين أن هيئة الدفاع عن أمينته العامة "طلبت للمرة الثالثة إخلاء سبيلها على ذمة التحقيق" من المحكمة العسكرية، لكن تم الرد بالرفض على جميع الطلبات.

فيما أضاف الحزب أن ملف لويزة حنون يحتوي على "جميع الضمانات التي تسمح بالإفراج عنها وأن تبقى على ذمة العدالة"، مستنكرا ما وصفه بـ"الظلم الذي يجب أن يتوقف"، إذ "لا يوجد سبب مقبول يبرر حبسها المؤقت، الذي تحول بأمر واقع إلى إدانة مؤقتة، بحكم أنها محرومة من الحرية ومن حقوقها السياسية والمدنية وهذا منذ 68 يوما"، حسب الحزب.

هذا، وأضافت الأمانة العامة للحزب أن "إبقاء لويزة حنون في السجن يندرج ضمن الحملة الجديدة التي تشنها السلطات ضد الديمقراطية والحريات"، متابعة أن "الحزب سيجتمع قريبا مع اللجنة الوطنية من أجل إطلاق سراح لويزة حنون لدراسة طرق وسبل تدعيم وتوسيع التعبئة (...) من أجل المطالبة والحصول على إطلاق سراحها الفوري وبدون شروط".

وتم تنظيم العديد من التجمعات في الجزائر العاصمة ومدن أخرى منذ اعتقال لويزة حنون من أجل الإفراج عنها. فيما بعثت زهرة ظريف بيطاط، أحد رموز حرب التحرير الجزائرية ورئيسة اللجنة الوطنية من أجل إطلاق سراح لويزة حنون، رسالة لرئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح تطلب فيها إطلاق سراح لويزة، كونها سجنت بشكل "ظالم" و"تعسفي" حسب ما نشرته جريدة "الوطن" الصادرة بالفرنسية. وكتبت زهرة ظريف بيطاط في رسالتها "أطلقوا سراح لويزة حنون وجميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي واجعلوا من هذه الإطلاقات برهانا على صدقكم وبهدف إعادة بناء حجر الثقة الذي أهدره النظام القائم". لكن يبدو أن نداء المجاهدة الجزائرية بقي بدون رد.

من هي لويزة حنون؟

تعد لويزة حنون من أبرز النساء السياسيات في الجزائر. عرفت بنضالها من أجل حقوق الإنسان والمساواة بين الرجال والنساء في الثمانينيات، كما عرفت بنضالها النقابي في مدينة عنابة شرقي الجزائر. قامت بتأسيس حزب العمال في 1990 والذي كان في الحقيقة امتدادا للحركة اليسارية السرية التي كانت تنشط في الجزائر منذ السبعينيات.

ترشحت حنون للانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في 2004 ضد عبد العزيز بوتفليقة لتكون بذلك المرأة العربية الأولى التي تخوض مثل هذه المنافسة. لكنها لم تحصد سوى حوالى 1 بالمائة من الأصوات. شاركت أيضا في الانتخابات الرئاسية في 2009 وفي 2014 دون أن تحدث مفاجأة. كما شغلت منصب نائبة في البرلمان الجزائري خلال عدة سنوات.

ومن بين المعتقلين المعروفين الآخرين الذين أوقفوا خلال المظاهراتويقبعون في السجن بشكل مؤقت، لخضر بورقعة الذي يبلغ من العمر 86 سنة. يعد هذا الشخص المتقدم في العمر من بين أبرز وجوه حرب التحرير الجزائرية.

وتم سجنه بشكل مؤقت في 30 يونيو/حزيران الماضي من قبل قاضي التحقيق لدى محكمة بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة بتهمة "إهانة هيئة نظامية ‎تحت طائلة المادة 144 من قانون العقوبات، والمساهمة في إضعاف معنويات الجيش الوطني الشعبي وفقا لنص المادة 75 من نفس القانون". ولا يمر يوم بدون أن تطلب المعارضة والجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان الإفراج عن لخضر بورقعة بحكم سنه المتقدم وماضيه الثوري خلال الحرب الجزائرية.