أمام هذه الوضعيّة لا يجد العطشى سوى السباخ و الأودية الملوّثة كحلّ للتزوّد بالماء، أو اقتناؤه من الباعة الغير مرخص لهم لتصبح هذه المياه مصدر تهديد لصحّتهم و حياتهم.
في نفس السياق، أعلنت وزارة الصحّة يوم 22 ماي 2020 عن تسجيل العديد من حالات الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي و حمّى التيفود وهي أمراض تنجرّ بالأساس عن استهلاك المياه و الأطعمة الملوّثة و عن غياب المرافق الصحيّة للتطهير.
وقد كانت دراسة ميدانيّة حول "البوصفير"- إلتهاب الكبد الوبائي- سنة 2018 قد حددت مسؤوليّات مختلف السلطات المتداخلة للتصدّي لهذا الوباء .
فكانت أهم أسباب الاصابة حسب هذه الدراسة كالآتي:
- غياب المياه الصّالحة للشرب
- عدم توفّر المعلومات بخصوص الحالة الصحية للمصابين
- غياب المتابعة الصحيّة (الاختبارات، التلاقيح..)
- نقص موارد المدارس وعدم قدرتها على التدخل لمواجهة العدوى
- غياب تدابير خاصّة بمصادر المياه في مثل هذه الحالات
- غياب التنسيق بين مختلف السلطات الجهوية و المحليّة، والتملّص من المسؤوليّة.
ويأتي هذا رغم وجود دليل توجيهي لتوعية المواطنين و خاصة المصابين منهم بحقوقهم و بكيفية الوقاية من مثل هذه الأمراض.
هذا الدليل أُنجِز سنة 2018 من قبل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، جمعيّة نوماد08، الجمعية التونسية للدفاع عن الحق في الصحة، الجمعية المغاربية للأمن الصحي الغذائي، وجمعية الدفاع عن المرفق العمومي للصحّة، وذلك لتقديم معلومات مفيدة تمكّن المواطنين من الوقاية من مثل هذه الامراض، وإلزام الدولة باتّخاذ التدابير اللازمة لذلك.