وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الغواصة "فلاديمير مونوماخ" التابعة لأسطول المحيط الهادئ نجحت في إطلاق أربعة صواريخ من طراز بولافا من تحت الماء في بحر أوخوتسك، غير البعيد عن المحيط الهادئ. وأضافت الوزارة أن الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية أصابت أهدافها المفترضة في منطقة أرخانجيلسك في روسيا القريبة من فنلندا، مما يعني أنها قطعت أكثر من 5500 كيلومتر.
وبحسب موسكو، فإن صاروخ "بولافا" سلاح "يوم القيامة"، يتبع مسارا لا يمكن اكتشافه، فضلا عن قدرته على حمل 10 رؤوس نووية، لذلك يطلق على الغواصة التي تحمله "سلاح يوم القيامة".
والغواصة "مونوماخ" هي إحدى الغواصات النووية الجديدة في روسيا من طراز "بوري"، التي باستطاعة الواحدة منها حمل 16 صاروخ "بولافا".
وتسعى روسيا من وراء هذه الغواصات إلى أن تكون عماد القوة النووية الروسية البحرية في العقود المقبلة، لكن هذا الهدف مكلف ويرهق الميزانية الروسية. ورفع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، تقريرا إلى الرئيس فلاديمير بوتن، قال فيه إنه التدريبات الواسعة النطاق للقوات النووية الروسية الاستراتيجية انطلقت الأربعاء وانتهت السبت، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وشملت المناورات أيضا، بحسب شويغو إطلاق صاروخ عابر للقارات من غواصة في بحر بارنتس، كما أطلقت صواريخ باليستية من منشاة في غرب روسيا، وهاجمت قاذفات استراتيجية بصواريخ كروز أهدافا في القطب الشمالي. ووسعت روسيا من نطاق مناوراتها في السنوات الأخيرة وسط توترات مع الغرب حيث تدهورت العلاقات إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
وتأتي سلسلة التجارب الصاروخية قبل أقل من شهرين من انتهاء صلاحية معاهدة الحد من الأسلحة الأميركية - الروسية الجديدة ستارت، المقررة في أوائل فبراير.
وناقشت موسكو وواشنطن إمكانية تمديد المعاهدة، لكنهما حتى الآن فشلا في تجاوز خلافاتهما. وتم التوقيع على معاهدة ستارت الجديدة عام 2010 من قبل الرئيس الأميركي حينها باراك أوباما ونظيره الروسي دميتري ميدفيديف. وتفرض المعاهدة على كل دولة حيازة ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا منشورا و 700 صاروخ وقاذفات منتشرة، ويتوخى إجراء عمليات تفتيش واسعة النطاق في الموقع للتحقق من الامتثال.
وبعد انسحاب كل من موسكو وواشنطن من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987 في العام الماضي، أصبحت معاهدة "ستارت الجديدة" هي الصفقة الوحيدة المتبقية للحد من الأسلحة النووية بين البلدين التي لا تزال سارية المفعول. وحذر دعاة الحد من التسلح من أن انتهاء صلاحية المعاهدة سيزيل أي قيود أمام سباق تسلح للقوات النووية الأميركية والروسية، في ضربة للاستقرار العالم.