لكن بورما تنفي كل الاتهامات بارتكاب فظائع وتؤكد أنها كانت تدافع عن نفسها ضد مقاتلي الروهينغا الذين شنوا هجمات قاتلة على مراكز الشرطة. وقعت بنغلادش وبورما سابقاً اتفاقا لاعادة اللاجئين لكن الروهينغا يرفضون العودة دون ضمانات للسلامة والحقوق، بما في ذلك حرية التنقل والمواطنة، وينتظرون في هذه الأثناء في مخيمات مكتظة حيث يعيشون في أكواخ واهية من الخيزران متلاصقة فوق تلال موحلة في ظروف صعبة.
وقال بيل فريليك مدير شؤون اللاجئين لدى هيومن رايتس ووتش للصحافيين في بانكوك بمناسبة نشر تقرير جديد عن الأوضاع في المخيمات، إن "ما يعنيه أن يعيش الناس ملتصقين ببعضهم البعض، لا سيما إذا كان هذا سيستمر لفترة ستطول وتطول، هو أنها ستكون حاضنة للأمراض المعدية، والاضطرابات الاجتماعية، مثل العنف الأسري على سبيل المثال، وأمور أخرى مثل الحرائق".
يبلغ متوسط المساحة المخصصة للشخص الواحد في مخيم كوكس بازار الضخم على سبيل المثال 10,7 أمتار مربعة، وهي مساحة قليلة مقارنة مع 45 متراً مربعاً هي المساحة المعيارية للشخص الواحد في مخيمات اللاجئين، وفقاً للتقرير الذي يستند إلى عشرات المقابلات مع لاجئين روهينغا ومسؤولين ومنظمات غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة أجريت في أيار/مايو.
وأضاف فريليك أن "ما هو مطلوب على الفور هو عملية نقل"، مشيرا إلى مخاطر إضافية تتمثل في الانهيارات الأرضية خلال موسم الأمطار الموسمية. لكن جمعية حقوق الإنسان حثت بنغلادش أيضا على التخلي عن خطة لنقل نحو 100 ألف من الروهينغا إلى جزيرة في خليج البنغال تسمى باسان تشار.
سمع اللاجئون شائعات عن خطة لنقلهم إلى جزيرة من الطمي النهري غير مأهولة معرضة باستمرار لعوامل المد والفيضان، ولم يبدوا أي اهتمام بالذهاب إلى هناك. وقال فريليك إن بنغلادش قامت بعمل رائع من خلال استقبالها اللاجئين لكن نقلهم دون موافقتهم يمكن أن "يغير هذا الإحساس بالثقة والشعور بالامتنان بين عشية وضحاها".