ويدور الحديث إعلاميًا عن استخدام ما يشاع انه "خط الغاز العربي" الذي سيستقبل الغاز المتدفق إلى العقبة من نقطة في جنوب طابا عبر خط أنابيب في قاع البحر الأحمر، ومن هناك عبر الأردن، إلى سوريا. مع العلم أن الجزء المار في سوريا تضرر جراء الحرب ويستدعي إعادة بنائه والعمل على مده فوق الأراضي اللبنانية. بيد أن الأمر لييس في هذه البساطة يقول معدو التقرير.
ولتوضيح الصورة فإن خط الأنابيب في شمال سيناء الذي يخطط المصريون لضخ الغاز من خلاله إلى الأردن، مشغول في الواقع بالغاز المستقدم من إسرائيل والذي يتدفق في الاتجاه المعاكس - غربًا إلى مصر. وبالتالي فليس هناك من خيار، لتأمين تدفق الغاز من العريش جنوبًا إلى البحر الأحمر، سوى الدفع بالغاز الذي تشتريه مصر من اسرائيل عبر منصة "لفياتان".
والمعضلة الثانية تتمثل بأن المقطع الثاني من "خط الغاز العربي" الذي يمر في الأردن، يستخدم لصالح تدفق الغاز الإسرائيلي من منصة "لفياتان" جنوباً إلى محطتي الكهرباء في الزرقاء وسمارة. لتصبح النتيجة أنه لا سبيل لنقل الغاز إلى سوريا ولبنان، إلا عبر الحصول على المزيد من الإمدادات "المصرية" من الجنوب.
وتطرق التقرير عند هذه النقطة الى النتائج المترتبة على هذه الخطوة، من الناحية السياسية والفعلية، ناهيك عن الثمن الذي يتوجب على إسرائيل أن تطالب به لقاء دورها في إنارة لبنان. وبحسب التقرير، سيمثل إقرار هذا المشروع طوق نجاة للرئيس السوري بشار الأسد ومنفذًا له للعودة الى الحلبة الغربية كند من الأنداد. كما توقع التقرير أن يبعد المشروع على تبعاته، الأسد عن قبضة إيران. ومن جهة أخرى، سيعمل الغاز الإسرائيلي في جملة الأمور الأخرى، على إنارة الخندق الذي يتمترس فيه خصم اسرائيل حسن نصر الله.