ولاحظ أن "ضربات جوية أخرى سجلت في أماكن أخرى في اليمن وكذلك مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بينهم أطفال"، مطالبا ب"تحقيقات سريعة وفاعلة وشفافة" في هذه الأحداث بهدف محاسبة منفذيها.
وقتل سبعون شخصا على الأقل في هجوم على سجن في صعدة في شمال اليمن، واتهم المتمردون الحوثيون طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذه.
وكثف التحالف الذي يدعم القوات الموالية للحكومة اليمنية في نزاعها مع المتمردين الحوثيين، غاراته الجوية على مناطق سيطرة الحوثيين منذ الاثنين، بعد الاعتداء الذي تبناه المتمردون على أبو ظبي في الإمارات العضو في التحالف.
ودان مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع "الاعتداءات الإرهابية" التي ارتكبها الحوثيون في الإمارات، بينما اعتبرت النروج التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في كانون الثاني/يناير، أن الضربة الجوية التي استهدفت السجن في صعدة "غير مقبولة".
وتسببت غارات للتحالف على الحديدة في غرب اليمن بمقتل ثلاثة أطفال، وفق منظمة "سايف ذي تشيلدرن". وقال الحوثيون إنها استهدفت مبنى اتصالات. والانترنت مقطوعة عن معظم أنحاء اليمن منذ هذا الصباح.
واتهم المتمردون الحوثيون طيران التحالف بارتكاب "جريمة" في صعدة التي تعتبر معقلا لهم. ووزعوا صور فيديو ملتقطة من الجو للمكان المستهدف الذي قالوا إنه مقر "السجن الاحتياطي" في المدينة، بدا فيها مدمرا تماما.
كما أظهرت صور أخرى جثثا وبقع دماء بين الأنقاض، بينما أشخاص يساعدون على رفع الركام. ويمكن رؤية جرافة وآليات تنظف المكان، وسيارات إسعاف، وجثث أخرى ممدة على الطريق.
وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" أن حصيلة الغارة على السجن بلغت 70 قتيلا و138 جريحا.
وفي سلسلة تغريدات على "تويتر"، قال المتحدث باسم "أطباء بلا حدود" إن حصيلة السبعين قتيلا و138 جريحا من مستشفى "الجمهورية" فقط، مضيفا أن أفراد طاقم المستشفى "يعملون فوق طاقتهم وليس بإمكانهم استقبال المزيد من الجرحى".
وتابع "مما سمعت من زملائي في صعدة، أن هناك العديد من الجثث التي لا تزال في موقع الغارة الجوية، والكثير من المفقودين".
وكتب "يستحيل معرفة عدد القتلى. يبدو أنها عملية مريعة".
وذكرت سبع منظمات غير حكومية تنشط في المجال الإنساني في اليمن في بيان أن بين الضحايا العديد من المهاجرين، مشيرة الى أن السجن كان معدا لنقل مهاجرين اليه.
ولم يشر التحالف العسكري بقيادة السعودية الى أي قصف على صعدة، لكنه تحدث في بيان عن استهداف الحديدة.
وأعلن البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "بدء ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الميليشيا الحوثية بالحديدة" الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، واستهداف "أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة".
وأعلنت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" الجمعة مقتل ثلاثة أطفال على الأقل في الغارات الجوية على الحديدة.
وقالت في بيان مشترك مع ست منظمات أخرى غير حكومية تنشط في المجال الإنساني في اليمن، إن مقرا للاتصالات "تضرّر ما أدى الى انقطاع الانترنت وأعطال في الخطوط الهاتفية".
وكانت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين ذكرت أن "العدوان" استهدف "مبنى اتصالات" في المدينة.
وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس أن الانترنت مقطوع عن معظم مناطق اليمن منذ الصباح.
وندد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بشدة بالقصف الجوي الذي استهدف مناطق يمنية خلال الساعات الماضية، وتحدث عن "تقارير صادمة تأتينا من اليمن في شأن القصف الجوي المكثف في مناطق مأهولة من التحالف بقيادة السعودية".
كما عبرت بعثة الأمم المتحدة في الحديدة عن "قلقا البالغ ازاء الجمات العسكرة" في المدينة، داعية "اطراف الصراع الى الوفاء بالتزاماتم تجاه حماة المدنن"، ومشددة على "امة موانئ الحددة التي لا تزال شران الحاة الأساسي للمواطنن".
في نيويورك، ندّد أعضاء مجلس الأمن الدولي بعد اجتماع عقد بناء على طلب الإمارات، "بأشدّ العبارات بالاعتداءات الإرهابية الشائنة" التي نفذها الحوثيون في ابوظبي.
وصدر بيان التنديد الذي أعدته الإمارات، بالإجماع، وفق ما أفاد دبلوماسيون.
وفي تصريح لصحافيين، أعلنت سفيرة النروج لدى الأمم المتحدة مونا جول التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في كانون الثاني/يناير، أن الضربة الجوية التي استهدفت الجمعة صعدة اليمنية "غير مقبولة".
وقالت "نحن قلقون للغاية... وندعو الى نزع فتيل التصعيد وضبط النفس".
وقالت مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة من جهتها إن التحالف العسكري في اليمن يعتمد "ردا متكافئا في كل عملياته العسكرية"، وذلك ردا على سؤال عن الضربة التي استهدفت السجن.
واستهدف الحوثيون بصواريخ وطائرات مسيّرة أبو ظبي في الإمارات الاثنين، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات واندلاع حريق قرب المطار. وتعهدت الإمارات والتحالف بالرد.
وكان ذلك الاعتداء الأول من نوعه الذي ينفذه الحوثيون المدعومون من إيران على الإمارات.
وكان الحوثيون صادروا في الثالث من كانون الثاني/يناير، باخرة في البحر الأحمر ترفع علم الإمارات، وتنقل، وفق التحالف، تجهيزات لمستشفى. وقال الحوثيون إنها تنقل أسلحة.
وتدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الذين شنوا هجوما واسعا وسيطروا على مناطق كثيرة بينها العاصمة صنعاء منذ العام 2014. وتدخل التحالف لدعم القوات الحكومية في 2015. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما تعاني البلاد أزمة إنسانية حادة.