وهذه الشعبيّة نابعة من فترة حكمه الطويلة، وأيضًا بسبب الدعم الذي يحظى به من قبل اليهود الشرقيين، الذين استُجِلبوا من الدول العربيّة، وبالإضافة إلى ذلك، أنّ منافسه، نفتالي بينيت، أكّد منذ تشكيل حكومته الحاليّة، أنّ تطرّفه وعنصريته لا تشفعان له، لأنّ السواد الأعظم من الإسرائيليين يُفضّلون عنصرية وفاشية نتنياهو على عنصريّة وفاشيّة بينيت، لذا لم يكُن مفاجئًا بالمرّة أنْ ينشر اليوم المحلّل الـ”يساريّ”، غدعون ليفي في (هآرتس) العبريّة أنّ ما كان هو ما سيكون، وأنّه لا يوجد أيّ فرقٍ بين حكومات نتنياهو وحكومة بينيت، وعلى نحوٍ خاصٍّ فيما يتعلّق بإنهاء الاحتلال، والعمل على حلّ القضيّة الفلسطينيّة، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، فور استقالة رئيسة الائتلاف الحكومي عيديت سيلمان، أجرى الإعلام العبريّ استطلاعات للرأي لمعرفة أهواء الإسرائيليين لناحية وجهة تصويتهم في حال سقطت حكومة العدو.
ووفق استطلاع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، تفوّق حزب الليكود بالمقارنة مع الأحزاب المُنافسة، فقد جرف 35 مقعدا باستطلاعين وجعلها 38.
الاستطلاع الذي أجرته قناة “كان” (هيئة البثّ الإسرائيليّة شبه الرسميّة)، أظهر أيضًا أن الليكود يستحوذ على 35 مقعدًا، يش عتيد (هناك مستقبل برئاسة يائير لابيد) 19، كحول لفان (أزرق أبيض برئاسة غانتس) 8، هتصيونوت هدتيت (الصهيونية المتدينة) 8، شاس 8، يهدوت هتوراة 7، يمينا 6، القائمة المشتركة 6، العمل 6، ميرتس 5، تيكفا حداشا (جدعون ساعر) 5، العمل 5، يسرائيل بيتنو (إسرائيل بيتنا برئاسة ليبرمان) 4، القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس 4.
أمّا استطلاع القناة 13 فبيّن التالي: الليكود 38، يش عتيد 17، كحول لفان 9، الصهيونية الدينية 8 شاس 7، يهدوت هتوراة 7، اليمين 7، يسرائيل بيتينو 6، القائمة المشتركة 6، العمل 6، ميرتس 5، القائمة الموحدة 4، وبقي حزب ساعر خارج اللعبة (تكفا حداشا).
ويوضح الاستطلاع الثالث الذي أجرته القناة 12 تفوّق الليكود بالمقارنة مع الأحزاب المنافسة، إذ اكتسح الحزب الذي يترأسه نتنياهو 35 مقعدًا مُحافظًا على بون شاسع بينه وبين يش عتيد 17، شاس 9، كحول لفان 8، هتصيونوت هدتيت 7، العمل 7، يمينا (برئاسة نفتالي بينيت رئيس الحكومة) 5، يسرائيل بيتينو 5، ميرتس 5، القائمة الموحدة 5، وتكفا حداشا تجتاز بصعوبة بأربعة مقاعد.
وتُعيد هذه النتائج الناخب الإسرائيليّ إلى جولات الانتخابات التي سبقت إقامة الحكومة الحالية، إذ لم يتمكّن نتنياهو من إقامة حكومة متجانسة بالرغم من تحصيله أكبر عدد من المقاعد قياسًا بسائر المنافسين، وبحسب السواد الأعظم من المحللين، فإنّ فوز نتنياهو في الانتخابات القادمة أكثر من مؤكّدٍ، ولكنّ هذا لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال، أنّ المعضلة السياسيّة الداخليّة في طريقها للحلّ، وأنّ عودة “ملك إسرائيل”، أيْ نتنياهو، إلى ديوان رئاسة الوزراء ليست مضمونةً بتاتًا.