البرلمان على وشك إقصاء عمران خان عن رئاسة الحكومة الباكستانية

تواجه نواب في البرلمان الباكستاني بحدة السبت في افتتاح جلسة ستشهد تصويتا على مذكرة حجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان، إلا ان الأزمة السياسية في هذا البلد البالغ عدد سكانه 220 مليون نسمة والذي يملك السلاح النووي، مرشحة للاستمرار.

ورفع رئيس الجمعية الوطنية الجلسة إلى مطلع بعد الظهر بعد مواجهات كلامية استمرت 30 دقيقة. ولم يحضر خان الجلسة.

وبات مصير خان الذي انتخب العام 2018 شبه محسوم إذ يتوقع ان تقر الجمعية الوطنية مذكرة حجب الثقة لأن بعض حلفاء عمران خان في الائتلاف الحاكم انشقوا عنه فيما أعلن أعضاء في حزبه "حركة انصاف" انهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه.

ويبدو أن المعارضة تملك 177 صوتا بينما تحتاج إلى 172 صوتا للحصول على الغالبية والإطاحة بالحكومة.

ولم يدرج بعد على جدول أعمال الجلسة البرلمانية السبت تصويت لاختيار رئيس جديد للوزراء. لكن هذا الأمر قد يتبدل في اللحظة الأخيرة.

ويتوقع اختيار شهباز شريف زعيم الرابطة الإٍسلامية الباكستانية والشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الحكومة ثلاثة مرات.

وزادت حدة التوتر مع مطالبة شهباز شريف صباح السبت بإجراء التصويت فورا. وقال بغضب "يجب أن تجرى العملية في الجمعية الوطنية بموجب قرار المحكمة العليا".

ورد عليه وزير الخارجية شاه محمود قريشي قائلا إنه "من واجبي" الدفاع عن موقف الحكومة. وأكد أنها تواجه مذكرة حجب الثقة "في ظل احترام القانون والدستور".

مساء الجمعة، أكد عمران خان في خطاب إلى الأمة أنه يقبل "قرار المحكمة العليا" الذي اتاح إجراء التصويت السبت على مذكرة حجب الثقة. لكنه كرر اتهامات أصدرها في الأيام الأخيرة مفادها انه ضحية مؤامرة حاكتها الولايات المتحدة.

ودعا نجم الكريكت الباكستاني السابق مناصريه إلى التظاهر بهدوء الأحد مؤكدا انه "لن يقبل" بحكومة جديدة.

واتخذت إجراءات أمنية مشددة السبت في إسلام أباد مع قيام آلاف من عناصر الشرطة بدوريات في الشوارع فيما قطعت حاويات الطرق المؤدية إلى المنطقة التي تضم مقار الإدارات الرسمية الرئيسية.

ورأت المحكمة أن خان وداعميه تصرفوا بطريقة مخالفة للقانون برفضهم الأحد طرح مذكرة حجب الثقة بحجة أنها ناجمة عن "تدخل أجنبي" وقرارهم حل الجمعية الوطنية ما فتح الباب أمام إجراء انتخابات مبكرة في مهلة ثلاثة أشهر.

وأمرت أعلى هيئة قضائية في البلاد بالرجوع عن قرار حل الجمعية الوطنية وإجراء التصويت على مذكرة حجب الثقة.

وانتُخب عمران خان في 2018 مستفيدا من نفور الناخبين من "حزب الشعب الباكستاني" و"حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" المؤسسين حول سلالات عائلية كبيرة هيمنت على الحياة السياسية الوطنية لعقود قبل أن تصبح رمزا لفساد النخبة.

وحمل خان بقوة على هذين الحزبين.

واتهم رئيس الوزراء الباكستاني الحزبين بالتواطؤ مع الولايات المتحدة للاطاحة به. ونفت واشنطن أن تكون ضالعة في ذلك.

ويرى عمران خان أن الولايات المتحدة انزعجت من انتقاداته المتكررة حيال السياسة الأميركية في العراق وأفغانستان وغضبت من زيارته لموسكو في اليوم الأول من بدء الحرب على أوكرانيا.

وأيا تكن هوية خلف عمران خان، فان المهمة التي تنتظره ضخمة. والتحديات كثيرة بدءا بتصحيح مسار الاقتصاد الذي يعاني من معدل تضخم مرتفع وتراجع متواصل لسعر صرف الروبية وعبء مديونية مقلق.

ويشهد الوضع الأمني تراجعا أيضا. فحركة طالبان الباكستانية كثفت هجماتها في الأشهر الأخيرة مدعومة بعودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان في آب/اغسطس الماضي.

وأعربت المعارضة في السابق عن تأييدها إجراء انتخابات مبكرة لكن بعد رحيل عمران خان فقط.

ويفترض الدعوة إلى تنظيم هذه الانتخابات بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2023. لكن ما أن تتولى السلطة يمكن للمعارضة أن تحدد الجدول الزمني الانتخابي الذي تريده والتأثير على سلسلة من القضايا المرفوعة ضدها في عهد عمران خان.

وترى مفوضية الانتخابات أنها تحتاج إلى سبعة أشهر لتنظيم الانتخابات على ما ذكرت وسائل الاعلام الباكستانية.

واعتادت باكستان الأزمات السياسية. وشهدت هذه الجمهورية الإسلامية المسلحة نوويا والتي تعد 220 مليون نسمة، أربعة انقلابات عسكرية وقضت أكثر من ثلاثة عقود تحت الحكم العسكري منذ استقلالها عام 1947.

ولم يتدخل الجيش وهو مفتاح اسطلة السياسية في البلادوالمتهم بدعم خان في 2018، في الأيام الأخيرة.