يبدو أن السلطات والمؤسسات الأمنية المرجعية في تركيا زوّدت حلفاء وأصدقاء يمثلون المقاومة الفلسطينية قبل فترة قصيرة بما يمكن وصفه بلائحة ارشادات لتجنب أي مجازفات ذات بعد أمني ويبدو أن لائحة الارشاد التركية هنا تعاملت معها فصائل المقاومة الفلسطينية بما فيها حركه حماس أو على راسها تلك الحركة بجدية وعمق خصوصا وانها ترافقت مع ما اثارته تقارير إعلامية عدّة مرّات بعنوان خطة إسرائيلية لتنفيذ الاغتيالات ضد قادة المقاومة الفلسطينية في عدّة بلدان ودول من بينها تركيا ولبنان وحتى بعض الدول الإفريقية الامر الذي صدر تعميم من الجناح العسكري لحركة حماس ومن مكتبها السياسي أيضا بخصوص الانتباه والحذر الشديد.
وصايا “الأمن التركي” لزوّار المقاومة : لا تقتربوا من فُرشاة الأسنان وانتبهوا لرُدهات وكاميرات الفنادق
- التفاصيل
- By ذانيوز اونلاين
واتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة لذلك وهو تعميم أصدرت مثله أيضا اللجان المعنية بالأمن في حركة الجهاد الاسلامي خصوصا في الساحات التي تتواجد بها.
ويبدو أن السلطات التركية هنا توجهت بلائحة الإرشادات والنصائح والتحذيرات على أساس التعاون والتنسيق وتوفير ضمانات أمنية لحماية أي من القياديين في المقاومة الفلسطينية الذين تتعامل معهم أنقرة بصفة رسمية ويوجد لهم مكتب تمثيلي في اسطنبول وعلى اساس جدية التهديدات خوفا من عمليات اسرائيلية في الاراضي التركية لاغتيال قياديين فلسطينيين وهو ما استدعى عمليا قبل عدة اسابيع ابعاد او مغادرة او سفر قياديين محسوبون على الصف العسكري في حركة المقاومة الاسلامية للأراضى التركية بهدف تامينهم وحمايتهم و مما يعني بأن السلطات التركية تتعامل مع تهديدات الاجهزة الاسرائيلية بجدية وعمق حتى وإن كانت الدولة التركية قد حذرت جهاز الموساد الاسرائيلي من ارتكابه أو تنفيذ أي عمليات من أي من نوع في أي من الأراضي التركية
وبكل حال اتّخذت حركة حماس إجراءات خاصّة جدا لحماية كوادرها وعناصرها وخصوصا التي يعتقد أنها يمكن أن تكون مستهدفة وتتضمن الشريحتين، إما كوادر محسوبة على الجناح العسكري أو كوادر سياسية بارزة ومن قيادات الصف الأول.
لكن لوحظ أيضا بأن النصائح والإرشادات التركية ذهبت باتجاه الكثير من التفاصيل التي تُدلّل على الصداقة والرغبة في التعاون ومن بين تلك التفاصيل الحرص على ابلاغ السلطات التركية مسبقا باي تحرك لاي قيادي في المقاومة الفلسطينية من أي مكان إلى أي مكان آخر داخل الأراضي التركية والتنسيق الامني المسبق اضافة الى نصائح وارشادات متعلقة بتجنب استخدام الفنادق الكبيرة جدا والمعروفة او الضخمة في المدن التركية وتفضيل تحديد اماكن اقامة اثناء الزيارات السريعة للقيادات المهمة متفق عليها مسبقا ومعروفة العنوان اضافة الى تجنب ردهات وساحات وكاميرات اللوبي في الفنادق الكبيرة.
والحذر الشديد من استخدام مواد التنظيف في غرف الفنادق الأساسية التي يتم الاستعانة بها بما في ذلك الحذر من فرشاة الأسنان واستعمالها بصفة خاصة إضافة إلى مواد التنظيف الشخصية الأخرى.
كل تلك الوصفات اعتبرت بمثابة مؤشر على أن السلطات التركية راغبة دوما بالاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع المقاومة الفلسطينية والتاكيد على أن خطوات التطبيع الكبيرة مع إسرائيل مؤخرا لا تؤثر على هذه الصداقة وهذا التعاون خصوصا وأن تركيا تتّخذ موقفا حازما للغاية من أي جهاز أمني أو مجموعة إرهابية يحاولون تنفيذ أي عمليات داخل الأراضي التركية.
”رأي اليوم”