وقال العسكري الإسرائيليّ السابق، في حديثٍ أدلى به لمركز (عكيفوت)، وهو معهد لبحث الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، إنّ الجنود المصريين دخلوا للمنطقة دون تخطيط مسبق ولم يكن لديهم أيّ خرائط للمنطقة صحيحة، ولم نكن نعلم بوجودهم، طبقًا لأقواله باللغة العبريّة.
وأشار العسكريّ السابق، وهو من مؤسسي مستوطنة (نحشون)، التي نفذّت فيها المجزرة الرهيبة بحقّ الجنود المصريين، أشار إلى أنّه في يوم المعركة تحركت قافلة دبابات إسرائيلية، وفوجئت بضربات مقذوفات من طراز “آر بي جي” مباغتة في الليل، وتابع قائلاً:”في صباح اليوم التالي علمنا بوجود مجموعة من القوات التابعة لدولة أخرى تهجم علينا”، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ خلال حديثه الموثّق بالصوت والصورة في الفيديو الذي نشره المعهد الإسرائيليّ على موقعه الالكترونيّ، وأيضًا على حساباته في وسائط التواصل الاجتماعيّ، شدّدّ على أنّ الجنود المتواجدين قاموا بفتح النار وضربهم إلّا أنّهم انقسموا، حيث توجهت مجموعة إلى إحدى القرى وتمركزت هناك، ومجموعة أخرى دخلت إلى الأراضي المهجورة، وهذه هي المجموعة التي تعرضت للحرق، وفق ما أكّده.
بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنّ الجنود المصريين تعرضوا للحرق نتيجة الضرب المكثف تجاههم، وبعد احتراق الجثث قمنا بحفر حفرة كبيرة ودفنهم فيها، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، كشف المعهد الإسرائيليّ المذكور أعلاه عن وثيقةٍ سريّةٍ للجيش الإسرائيليّ صادرة في الـ2 من شهر كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 1949، أيْ بعد حوالي السنّة من نكبة الشعب الفلسطينيّ، تناولت كيفية التعامل مع مَنْ أسمتهم إسرائيل بـ(المُتسللين)، وهو المصطلح الذي تمّ التعامل به في بداية العام 1950، حيثُ كان المصطلح الجديد يشمل جميع الفلسطينيين، الذين تمّ اعتقالهم لدى محاولتهم الدخول لإسرائيل، إنْ كان بهدف العودة لمنازلهم التي هُجّروا منها، أوْ زيارة أقاربهم الذين بقوا في فلسطين بعد النكبة، وإنْ كان من أجل فلاحة أراضيهم التي اضطروا لتركها.