عربي ودولي

تزايد احتمالات التصعيد مع حزب الله حول الغاز

ذانيوز أونلاين// تزايدت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة مخاطر تصعيد عسكري بين إسرائيل ولبنان، حول حقول الغاز في البحر المتوسط، والانطباع الذي بقي لدى المسؤولين الإسرائيليين بعد محادثات أجروها، الأسبوع الماضي، مع الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، آموس هوكستاين، هو أن هذه المفاوضات غير المباشرة وصلت إلى "طريق مسدود"، وفق ما ذكر تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، هاموس هرئيل، اليوم الجمعة.

وأشار التقرير إلى أنه لا يتوقع أن يتراجع أو يخفف أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، من تصريحاته ضد إسرائيل بهذا الخصوص، وأن مسؤولين في سوق الطاقة الإسرائيلية يبحثون "بهدوء" عن بدائل للتنقيب في حقل الغاز "كاريش"، الذي كان مقررا أن يبدأ في أيلول/سبتمبر المقبل، وذلك تحسبا من عرقلة عملية التنقيب بسبب التوتر الحاصل.

وفيما لا تزال تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أن حزب الله لن يبادر إلى حرب بسبب المأزق السياسي والوضع الاقتصادي في لبنان، إلا أن ضابطا كبيرا في الجيش الإسرائيل لفت إلى أنه "في 11 تموز/يوليو (عام 2006)، قبل يوم واحد من الحرب، لم تكن لدينا أي فكرة" عن تخطيط حزب الله لأسر جنديين إسرائيليين، "وبنظرة إلى الوراء، كنت سأبذل الكثير كي أعلم بذلك، من أجل أن يكون لدينا ولو يوم واحد كي نستعد".

ونقل التقرير عن ضباط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قولهم إن "صورة الوضع باتت أكثر تعقيدا مؤخرا"، خاصة بعد إطلاق حزب الله ثلاث طائرات مسيرة باتجاه منصة "كاريش، بداية الشهر الحالي، كما أن وتيرة الأحداث عند الحدود تتصاعد.

مركبات عسكرية إسرائيلية عند الحدود مع لبنان، الشهر الحالي (Getty Images)

وهدد نصر الله، الأسبوع الماضي، بعرقلة بدء التنقيب في "كاريش"، فيما تحدث مسؤولون أوروبيون زاروا إسرائيل، الشهر الماضي، عن أنهم يرون بالغاز المستورد من إسرائيل أنه جزء من البدائل التي يعتمدون عليها للغاز الروسي.

وأضاف التقرير أن تحليل الاستخبارات الإسرائيلي يشير إلى أن نصر الله "مرتدع" من حرب. "ويعتبر نصر الله، بقدر كبير، أكثر زعماء المنطقة خبرة ومسؤولية، على خلفية الحروق التي أصابته في حرب 2006، والتي كانت محبطة جدا بالنسبة لإسرائيل. واحتكاك محصور مع إسرائيل حول الغاز بإمكانه أن يشكل تبريرا لمقاومة حزب الله العسكرية، خاصة إذا انتهى بتراجع إسرائيلي وترسيم الحدود البحرية بشكل يضع بأيدي لبنان حقول غاز أكبر".

وبحسب التقرير، فإن ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان") يرون بتصريحات نصر الله المتتالية أنها "لعبة مدروسة". ويعتبرون أن "نصر الله يحاول ابتزاز تنازلات، يسجلها لصالحه الجمهور اللبناني الذي يرزح تحت النقص بإمدادات الكهرباء والماء. وفي موازاة ذلك، يحاذر نصر الله من صدام مباشر". لكن تقييم "أمان" للعام الحالي، أشار إلى أن لبنان ليست متوقعة، وقد تنشب حربا معها. وأضاف التقرير أن "هذا الخطر، الذي ما زال يدار ومحدود، ملموس أكثر حاليا على خلفية النزاع حول الغاز".

وكانت الخطة الأصلية تقضي بتكليف مجموعة شركات أخرى، تدير حقل الغاز "ليفياتان"، ببدء التنقيب في "كاريش"، بعد نحو شهرين، لكن جرى التلميح إليها، مؤخرا، بأن التنقيب قد يتأجل، إذا أصر حزب الله على تسخين المنطقة في أيلول/سبتمبر.

وأشار التقرير إلى أن إيران لم تتحدث بشكل رسمي حتى الآن حول النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل. وفي العام 2006، قرر نصر الله تنفيذ عملية أسر الجنديين الإسرائيليين من دون اطلاع إيران. وبعد الحرب، بحسب التقرير، سارعت إيران إلى تسليح حزب الله مجددا، بكميات ونوعية أفضل، لكنها "سحبت من نصر الله صلاحية اتخاذ القرار لوحده، كي لا يورطها مرة أخرى في مواجهة لا تتلاءم مع مصالحها الإستراتيجية". لكن التقرير استدرك أنه "يصعب تقدير ما الذي تريده إيران هذه المرة".