وأكد معالي رئيس الوزراء على أن العالم هو الآن بمثابة قرية عالمية ، مشيرا إلى أن الحكومات والأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم منوط بها مسؤولية كبيرة في احترام ودعم الحقوق المدنية والسياسية الإنسانية لمواطنيها ، الأمر الذي من شأن تحقيقه أن يحسن الظروف المعيشية للشعوب.
وأكد براون على قناعته بأن ثمة حفنة قليلة من الدول هي التي بيدها قوة صنع القرار في العالم بالشكل الذي يؤثر على حياة المليارات ، مشيرا إلى أن القوانين التعسفية التي تضعها الجهات التي لا تمثل شعوبها تأتي لخدمة أغراض خاصة ضيقة، وليس لها اي شرعية في العالم!
ودعا معاليه أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لمعالجة هذه القضية بشفافية وشمولية، مضيفا بالقول ، "إن القيمة الخاصة التي تتمتع بها الجمعية العامة للأمم المتحدة تتمثل في عالميتها وأن لكل دولة الحق في أن يسمع صوتها الجميع، ولكن التحدي هو ألا يكون هذا المقر مكانا للتحدث فحسب، بل ينبغي أن يكون مكانًا للعمل وتحقيق النتائج.
وأضاف: "على امتداد السنوات، تم تهميش الجمعية العامة من قبل مجلس الأمن، وذلك على أساس ان مجموعة صغيرة من الدول القوية يجب أن تتخذ قرارات نيابة عن بقية دول العالم. يجب أن تصبح هذه الجمعية العامة الجهاز الرئيسي لمنظومة الأمم المتحدة. وما لم يتم تنشيط دور الجمعية العامة وجعلها ذات فعالية، فإن أعمال مجلس الأمن وغيره من المنظمات الأخرى ستبقى ولكنه لن يكون لها أي احترام ، وسيتم إنفاذها ولكن من دون إضفاء الشرعية عليها. لذلك، أجدد الدعوة مرة أخرى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة كي تكون أكثر نشاطا وفعالية. "
وأكد جاستون براون على أهمية الوحدة بين دول العالم ، مشيرا إلى أنه في حال أن تتعاون الأمم سويا فإنها لن تستطيع وقف انتشار المرض فحسب، وإنما أيضا ستستطيع الحد من آثار ظاهرة التغير المناخي ، وجعل الناس في مأمن من الإرهاب، ومن الجريمة المنظمة ، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا والوصول إلى أسواق بعضها البعض ، وتبادل السلع والخدمات التجارية ، وتحسين حياة جميع الشعوب.
ودعا براون الأمم المتحدة إلى ضمان الأمن والحرية، وإعلاء حكم القانون والعدالة ، مشددا على أهمية تفوق الحق على القوة والمصلحة العامة على المصالح الضيقة.
واختتم براون حديثه بالقول: "نيابة عن شعب بلدي، وشعوب جزر البحر الكاريبي والمحيط الهادئ ، والشعوب التي تعيش في قلب العواصف مثل تلك الموجودة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة ، أحث جميع البلدان على الحضور إلى طاولة الحوار وتفهم الاتفاقيات التي نبرمها والمعاهدات التي نوقعها. إن كوكبنا الذي نشترك في إعماره وإنسانيتنا برمتها ومصيرنا المشترك تعتمد جميعها على وحدتنا وقوتنا."