جنرال إسرائيلي: حزب الله جعل تل أبيب تجثو على ركبتيها

ذانيوز أونلاين//ما زال النقاش داخل كيان الاحتلال حول الاتفاق مع لبنان بوساطةٍ أمريكيّة لترسيم الحدود البحريّة، ما زال يُثير الرأي العّام الإسرائيليّ بين مؤيّدٍ ومُعارضٍ، في ظلّ شكوكٍ بتمكّن الحكومة الانتقاليّة الحالية برئاسة يائير لبيد من إقرار الاتفاق في الكنيست قبل الانتخابات المُقرر إجراؤها في الفاتح من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، أيْ بعد حوالي عشرين يومًا.


وأثارت المستجدات الأخيرة المتعلقة بملف تعيين الحدود البحرية للبنان انتقادات داخل دولة الاحتلال، إذ اعتبر الضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي العميد احتياط ورئيس حركة الأمنيين (هبيتاحونيستيم) أمير أفيفي أنّ ما جرى “جعل إسرائيل تجثو على ركبتيها”، على حدّ تعبيره.


وخلال مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهال)، قال أفيفي: “حصلت سابقة خطيرة يهددنا فيها حزب الله، ونحن في المقابل نتراجع إزاء مواقف لبنان بسرعة بالغة قبل الانتخابات”، معتبرًا أنّ “حزب الله جعل إسرائيل تجثو على ركبتيها، هدوء مؤقت لا يعني شيئًا عن إستراتيجية طويلة الأمد”، كما قال.

 
 

 


وفي معرض ردّه على سؤالٍ قال الجنرال أضاف أفيفي إنّ “إسرائيل استجابت لكل الطلبات، وبتنا أمام “اتفاق تاريخي” على الحدود البحرية”، على حد تعبيره.
من ناحيته، أشار المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة أيتمار آيخنر إلى أنّ “الولايات المتحدة بعثت مساء أمس الاثنين صيغة المسودة النهائية لعملية الحدود البحرية إلى لبنان”، لافتًا إلى أنّ “رئيس طاقم المفاوضات في بيروت نائب رئيس البرلمان إلياس أبو صعب أكّد أنّه تمت الاستجابة لصيغة المسودة”.


وأضاف أنّ “رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيليّ آيال حولاتا قال صباح اليوم الثلاثاء إنّ كل طلباتنا استُجيبت، التغييرات التي طلبناها عُدّلت. نحن في الطريق إلى اتفاقٍ تاريخيٍّ”، على حد قوله.


على صلةٍ بما سلف، قال المُستشرِق الإسرائيليّ آفي ايسخاروف إنّه “في مثل هذا اليوم قبل 11 سنة، توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق على صفقة شاليط بشكلٍ رسميٍّ، وكانت صفقة معيبة وقع عليها رئيس الوزراء في حينه، بنيامين نتنياهو، واليوم كبير منتقدي صفقة الغاز التي تنسج بين إسرائيل ولبنان”


وتابع في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت):”كانت الصفقة غير مسبوقة في تاريخ المفاوضات على صفقات تحرير الأسرى من حيث عدد المحررين (1.027 مقابل جندي واحد، جلعاد شاليط) وأساسًا من ناحية هويتهم. 280 من بين المحررين كانوا من ذوي المؤبدات على أعمال إرهاب ضد إسرائيل، ممن يعتبرون مع “دم على الأيدي”، كثيرون منهم أبعدوا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة وإلى الخارج، كونهم يعتبرون خطرًا على أمن إسرائيل”.


وأوضح المُستشرق أنّ “هذه الصفقة غيّرت وجه حماس في غير قليل من المستويات: أولاً، زادت في شعبية المنظمة وقدمت دليلاً على “عدالة طريقها”، بمعنى أن الإسرائيليين يستسلمون أمام القوة والإرهاب. ثانيًا، لأنّ تحرير هذا العدد الكبير من بين زعماء حماس الكثيرين تغيرت قيادة المنظمة في السنوات ما بعد ذلك، ويقف على رأس الحركة في غزة اليوم من كان يعتبر في حينه كبير السجناء المحررين، يحيى السنوار. ومعه جملة زملائه مثل روحي مشتهى، أصبحوا مسؤولين كبارًا في أجهزة حماس العسكرية داخل القطاع”، على حدّ قوله.


أيشخاروف لفت إلى أنّه “في غزّة أقيمت (قيادة الضفة) التي تتكون كلها من محرري صفقة شاليط، وهم يعملون على مدار الساعة على توجيه وتمويل عمليات الإرهاب في الضفة الغربية، من قطاع غزة. بعض المحررين الآخرين ممن عادوا إلى بيوتهم في الضفة، عادوا إلى تنفيذ عمليات إرهاب مادية ولم يكتفوا بالتوجيه عن بعد”.
وخلُص إلى القول:”كان وراء هذه الصفقة مسؤول: نتنياهو. سلفه، إيهود أولمرت، عارض ذلك بشدة ورفض مطالب حماس”، كما أكّد.


ونقلت الصحيفة عن وزيرة الطاقة الصهيونية كارين ألهرار قولها: “أنا أعرف جيدًا “الاتفاق” المتبلور وصيغه”، زاعمة أن “اللبنانيين انكفؤوا.. وتشديد المواقف من جانب “إسرائيل” أثبت نفسه، وهذا ما سيحسم إقرار الحكومة لـ”الاتفاق””.