يواجه بوتين الآن دعوات من بعض المسؤوليين الإقليميين لإنهاء التعبئة العسكرية رسمياً، كما يواجه ضغوطاً سياسية متزايدة بعد ما يقرب من تسعة أشهر من "العملية العسكرية الخاصة" التي أعلنها ضد أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، والتي ووجهت بدفاع أوكراني أقوى من المتوقع مدعوماً بمساعدات غربية.
في أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن بوتين عن تعبئة عسكرية جزئية في محاولة لتعزيز صفوف قواته، واعتبرت حينها هذه الخطوة بمثابة تصعيد كبير للحرب وسط انتكاسات منيت بها القوات الروسية. التعبئة امتدت مؤخراً، وفقاً لاتهامات أوكرانيا هذا الأسبوع، لتشمل شبه جزيرة القرم.
لكن كيف يتجلى هذا السخط المتزايد؟ أحدث المؤشرات، خطابٌ أرسله إلى بوتين مسؤولون إقليميون من جمهورية كاريليا، وهي منطقة تقع شمال غرب روسيا على الحدود مع فنلندا، يحثونه فيه على إصدار مرسوم يمنع الجيش من مواصلة التعبئة الجارية بسبب آثارها السلبية على المجتمع الروسي.
وأعلنت الثلاثاء إميليا سالبونوفا، عضو الجمعية التشريعية في كاريليا، في منشور على موقع تلغرام عن توجيه الرسالة التي وقعتها وزعماء إقليميون آخرون إلى بوتين. وقالت إن التعبئة تؤثر على الحالة النفسية للمجتمع، وتشكل مصدر قلق متزايد عند الأسر الروسية ومجموعات العمل، والعديد من الناس يعانون من مشاكل صحية، وأن الطلبات يجب أن تكون مدعومة بمرسوم.
أضافت سالبونوفا أن التصريحات والخطب العامة الصادرة عن السلطات العسكرية، التي قالت إن التعبئة كاملة، "ليست إجراءات معيارية وبالتالي ليس لها قوة قانونية".
من جهته قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة الأنباء الرسمية الروسية ريا نوفوستي يوم الثلاثاء إن مكتبه لم يطلع على الرسالة بعد.