وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية "وضعت الوزارة حدا لنشاطات مركز البحوث الفرنسية في إيران كمرحلة أولى" من الردّ الإيراني على الرسوم الكاريكاتورية.
وأعلنت الخارجية الإيرانية في وقت متأخر من أمس الأربعاء استدعاء السفير الفرنسي في طهران نيكولا روش على خلفية "السلوك المسيء لإحدى الصحف الفرنسية للمرجعية والمقدسات والقيم الدينية والوطنية"، وفق وكالة "إرنا" للأنباء.
وأضافت "إرنا" أن الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني أبلغ السفير في لقاء عقد الأربعاء "احتجاج ايران الشديد على الحكومة الفرنسية" مؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية لن تقبل إطلاقاً باللإساءة إلى المقدسات ومبادئها الإسلامية والمذهبية والوطنية". وتابع "لا يحق لفرنسا تبرير اللإساءة إلى مقدسات الدول الأخرى والشعوب المسلمة، بذريعة الدفاع عن حرية التعبير" وفق وكالة الأنباء.
وقال كنعاني إنّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحمل الحكومة الفرنسية المسؤولية بشأن التداعيات المترتبة على هذا السلوك البغيض" بحسب ما أوردت وكالة "إرنا".
وختم، بحسب الوكالة الإيرانية أيضاً، أن "ايران تحتفظ بحقها في اتخاذ الرد المناسب على هذا الإجراء" وسلّم السفير الفرنسي مذكرة احتجاج رسمية باسم وزارة الخارجية الإيرانية في هذا الخصوص، مؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية تتوقع رد وإيضاح الحكومة الفرنسية واتخاذ إجراء تعويضية عبر التنديد بسلوك الصحيفة".
وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين ردّاً على سؤال حول الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت الأربعاء إنّ الولايات المتحدة تقف "إلى جانب حرية التعبير" سواء "في فرنسا أو في إيران".
وكان مدير المطبوعة لوران سوريسو المعروف باسم ريس أوضح أن ذلك "كان طريقة لإظهار دعمنا للرجال والنساء الإيرانيين الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن حريتهم ضد النظام الديني الذي يضطهدهم منذ العام 1979".
من جهتها، رأت الوزيرة الفرنسية السابقة والنائبة في البرلمان الأوروبي ناتالي لوازو في تغريدة أن رد الفعل الإيراني "محاولة للتدخل" في شوؤن "شارلي إبدو" و"تهديد" للمجلة. وأضافت "ليكن الأمر واضحاً: النظام القمعي الديني في طهران لا يسعه أن يملي دروسا على فرنسا".
وكانت مجلة شارلي إبدو نشرت في عدد خاص الأربعاء رسوماً كاريكاتورية لخامنئي، أعلى شخصية سياسية ودينية في إيران وصاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا.