عربي ودولي

فلسطين من الإنكار إلى الابرتهايد

باريس  سامو صابر:

تحت قُبّة مجلس الشيوخ الفرنسي عُقِدت الندوة السنويه ل لجنة متابعة السلام في الشرق الأوسط"CVPR" مُشاركة مع موقِع أورينت21"OrientXXI"، تحت عنوان " فلسطين من الإنكار إلى الأبارتهايد" بحضور قانونيين و رجال سياسية وأكاديميين من عديد الجنسيات، يوم 13 أكتوبر 2018،  تم خلالها إستعراض اوجُه التمييز العنصري "ابرتهايد" الذي تمارسه إسرائيل على غير اليهود عامة و الفلسطينيين بشكل خاص.

إفتتح الندوة موريس بيتان رئيس لجنة متابعة السلام بالشرق الأوسط"CVPR" مُرحباً بالحضور و مُداخلة لكل من باسكال سافولديلي سيناتور محافظة فال دو-مارن، و آلان غريش مدير اورينت21، الذي طالب يايجاد توضيح للتفريق بين مصطلحي العداء للساميه و الصهيونية. و سلمان الهرفي سفير فلسطين في فرنسا الذي تحدث عن نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، و تقاربه مما يجري على الأرض الفلسطينية، إلى ان وصل الأمر إلى إقرار قانون القومية اليهودية داخل الكنيست الاسرائيلية.

و طالب الهرفي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء الشعب الفلسطيني وأرضه بمواجهة الممارسات الإسرائيلية ضده، و دعا الدول التي لم تعترف بفلسطين ومنها فرنسا الى القيام بذلك فوراً.

ونَوّه إلى أن إسرائيل لا تريد حل الدولتين، بل تريد دولة "ابارتهايد"، لحين ترحيل كل من هو غير يهودي من ارض فلسطين التاريخية، وضم أراضيهم لها.

تركزت الندوة على محورين، الأول : الوضع داخل فلسطين المحتلة و إسرائيل، و الابرتهايد الجديد.

تناول البرفسور الفرنسي جيرو دولا براديل استاذ القانون الدولي بجامعة نانتيير الأوجه القانونية للابرتهايد، مستعرضا المواثيق الدولية التي تدينه ك معاهدة "دو لا فالس" والمتعلقة بجميع الأعمال العنصرية و معاهدة جنيف الذي تعتبره جريمة بحق الإنسانية، ولا يحق لدول مجلس الأمن الدولي دائمة العضوية استخدام حق الفيتو ضده.

و عن نظام الابرتهايد الاسرائيلي، حالة القدس قدمت ندى عوض، فلسطينية من القدس و مُدافعه عن حقوق الانسان إحصائيات و خرائط عن حالات التمييز العنصري بين السكان، و السياسات الإسرائيلية التي تستهدف البُنية التحتية ك هدم البيوت حالة الخان الأحمر، والاستيلاء على الاراضي حالة حي الشيخ جرّاح اضافة الى عدم تسجيل المواليد و وقف لم شمل العائلات المقدسية.

فيرا بابون، عضو المجلس الفلسطيني ورئيسة بلدية بيت لحم سابقاً تطرقت الى وضع المسيحيين في فلسطين وعن حالة الابرتهايد الثنائي ك فلسطينين و مسيحين، وان نسبة المسيحيين تتقلص داخل فلسطين و خاصة بمدينة بيت لحم، معربة عن مخاوفها من "انقراض" المسيحية منها.

وعن الابرتهايد المزدوج حالة غزه، تحدث الطبيب الجراح اوبيرلان عن تجربته الشخصيه خلال تواجده في قطاع غزه وما عاينه من تمييز للفلسطينيين موضحا أن نظام الابرتهايد فكرة سيئة اجتماعيا و نفسيا.

حول نظام "الفوقيه" إِستعلائية اليهود او مساواة، قال المؤرخ غادي الغازي من تل أبيب أن الدعم الأميركي غير المسبوق لإسرائيل، هو ما يشجعها على ذلك وهو ما ساهم ايضا على إقامة علاقات مع دول كبرى كالصين، الهند والبرازيل.

المحور الثاني :الابرتهايد الجديد، ترأس الجلسة آلان غريش و قدمت اثناءها السيدة مارتين بريزمور، منسقة شؤون فلسطين/ إسرائيل من امنستي الدولية تحت عنوان : خرق القانون الدولي و القانون الدولي الانساني، تقريرا عن قانون المواطنة الذي يكرس التمييز على الفلسطينيين خاصة ب القدس حيث لا يسمح لهم ب لمّ شمل عائلاتهم علاوة انه يتوجب على إسرائيل حماية كل المواطنين مما يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، وقالت بحسب محكمة العفو الدولية يتوجب متابعة مجرمي و منتهكين القوانين الدولية.

وأضافت نحن ك منظمة نرفع تقاريرنا مطالبين بوقف هدم البيوت ونطالب بإجراء تحقيقات حول الجرحى و القتلى و وقف الإعتقال الإداري و حصار غزة.

كما ركزت على انتهاكات حقوق الاسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية حيث يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي، بما فيهم الاطفال والنساء وهو مخالفة صريحه لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989.

بيار غالند، سيناتور بلجيكي سابق و المنسق العام لمحكمة رويسل و رئيس جمعية من أجل الأمم المتحدة، تحدث تحت عنوان إسرائيل مذنبة بسبب جريمة الابرتهايد بحسب ما أقرتها الأمم المتحدة: ماهي الإجراءات التي تم اتخاذها ؟ مستشهدا ب كلام"Russel" الابرتهايد ليس في جنوب افريقيا فقط وإنما هنا في إسرائيل. نحن لا تقاتل ضد اليهود وإنما ضد التمييز العنصري المعادي للإنسانية. نحن حاربنا الفاشيه واليوم نحارب الابرتهايد.

و تحت عنوان ما بعد الدولتين، قال إبراهام بورغ، سياسي و رئيس عُمالي سابق للكنيست، بداية أنا ضد التمييز الإسرائيلي و لقد نشرت كتاب حول الموضوع لكن هذا ليس "ابرتهايد" . هذا مصطلح استُخدم في جنوب افريقيا و ورائي (مشيرا إلى صورة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا ) صورة هذا العظيم ف هل نتوقف عند التشابه بالألفاظ؟ ولا يجب استحضار كلمات من معاجم الآخرين، عليكم وضع مصطلحات تخصكم.

وأضاف انتم تستخدمون لفظ ابرتهايد لتبرير سياسة المقاطعة"BDS" وانا ك مثقف أرفض كل أشكال المقاطعة.

انتم لكم "النكبة" وانا لي "الهولوكوست" و حل الدولتين يعني القبول بالآخر و عدم إنكاره.

محاضرة ريما خلف، الأمين العام التنفيذي الأسبق (قدمت استقالتها ) ل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لآسيا الغربية "الاسكوا، كانت حول ممارسات إسرائيل إزاء الشعب الفلسطيني و مسألة الابرتهايد والذي بسببه قدمت استقالتها لخلافها مع قرار الأمين العام للأمم المتحدة مما دفعه لسحب التقرير.

بعد الإجابة على أسئلة المشاركين، قدمت ليلى شهيدة سفير فلسطين الاسبق لدى عِدة عدة دول و للاتحاد الاوروبي، تقريرا عن الندوة معربة عن حزنها لما يتعرض له الفلسطيني داخل فلسطين المحتله و المنفى و قطاع غزة خاصة من تهميش و قطع رواتب

وتوجهت بكلامها للاسرائيلين قائلة : ليست الهاجانا من أنشأ إسرائيل و انما قرار من الأمم المتحدة.

وقالت ان الشعوب المُحبة السلام و حركات المعارضه و المقاطعه"BDS" و حركات التضامن ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان لن تتوقف عن فضح ممارسات إسرائيل العنصرية.