في آخر فصل من فصول الكشف عن عملاء لروسيا في بلدان أوروبية عدة، وبعد فضيحة تسميم جاسوس روسي سابق يقطن في بريطانيا، والتي تسببت بفرض عقوبات على روسيا وأزمة بالعلاقات بين روسيا والغرب. ونقلت وسائل إعلام نمساوية عن المستشار سيباستيان كورتز، الجمعة، أقواله حول الاشتباه بعقيد نمساوي متقاعد بالتجسس لصالح روسيا.
وقال كورتز "علينا أن نخبركم بأن لدى النمسا شبهات بأن عقيدا متقاعدا من القوات المسلحة النمساوية، عمل لصالح جهاز الاستخبارات الروسية على مدى سنوات طويلة". وكشفت صحيفة نمساوية قبلها أمر احتجاز عقيد سابق في القوات المسلحة النمساوية للاشتباه في قيامه بأنشطة استخبارية لمدة 20 عامًا، وهو اشتباه أكده كورتز الذي قال إن العقيد المشتبه تجسس لصالح روسيا منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى عام 2018.
وكانت مهمة العقيد تتركز في جمع معلومات حول سلاح الجو النمساوي وأنظمة المدفعية وقيادات الجيش النمساوي وأزمة الهجرة. وأضاف المستشار النمساوي أن وزيرة الخارجية النمساوية، كارين كنايسل، أبدت ردة فعل على تلك الأنباء واستدعت ممثل روسيا لدى بلادها إلى الوزارة وألغت زيارة كانت مرتقبة لها إلى روسيا. من جهة أخرى، أكد الناطق بلسان وزارة الدفاع النمساوية، ميخائيل باور، اليوم الجمعة، صحة الأنباء في تغريدة له على موقع "تويتر"، فكتب: "كشف جهاز الاستخبارات العسكرية، في إطار التعاون الدولي، عن حالة تجسس. ضابط متقاعد بالجيش النمساوي متورط في عمليات تجسس، منذ التسعينات، ونقل معلومات إلى روسيا. تم فتح قضية ضده".
والشهر الماضي اتهمت فرنسا روسيا بـ"محاولة التجسس" بعد محاولتها اعتراض الاتصالات العسكرية الفرنسية من قمر اصطناعي فرنسي-إ يطالي للاتصالات العسكرية الآمنة العام الماضي، بينما نددت الولايات المتحدة مؤخرا بـ"سلوك غير طبيعي" لـ"جسم فضائي" أطلقته روسيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2017.
وتأتي هذه التقارير على وقع مساعي فرنسية لإنشاء قوة عسكرية أوروبية شاملة، مع عشر دول أوروبية بينها النمسا بغية التصدي للتهديدات الخارجية، علمًا أن باريس تعتبر موسكو التهديد الأول على الاتحاد الأوروبي أجمع.
وفي أيلول/ سبتمبر المنصرم قالت صحيفة سويسرية إنه تم توقيف عميلين روسيين، يُشتبه في محاولتهما التجسس على مختبر سويسري يجري تحليلاً لعينات من هجمات كيميائية في سوريا، وهجوم سالزبيري بإنجلترا، وتم طردهما من هولندا، في وقت مبكر من هذا العام، بحسب ما أوردت صحيفة "تاغيس أنزايغر"، مؤكدة أنه تم ارجاعهما الى روسيا في الربيع المنصرم. وسبق أن اتهمت بريطانيا جهاز الاستخبارات الروسي بمحاولة التجسس على الجاسوس الروسي المزدوج سابقًا سيرغي سكريبال، واذي اتهمتها بمحاولة تسميمه أيضًا. فقد أكد مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سدويل "لدينا معلومات تشير إلى أن اهتمام جهاز الاستخبارات الروسي بعائلة سكريبال يعود إلى العام 2013 على الأقل عندما استهدف خبراء انترنت من جهاز +جي آر يو+ حسابات البريد الالكتروني ليوليا سكريبال".