المجدلاني: إدخال الأموال إلى غزة تم بطريقة المهربين

10/11/2018 قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لصحيفة "الأيام" الفلسطينية، اليوم السبت، "إن ما جرى من إدخال لأموال قطرية إلى غزة بالحقائب هو تنفيذ لاتفاق بين حماس وإسرائيل بتمويل قطري، نافيا بشدة أن يكون الرئيس محمود عباس وافق على أي جزء منه".

وأضاف مجدلاني "هذا اتفاق بين حماس وإسرائيل بتمويل قطري والهدف الرئيسي منه تعزيز قدرات حماس وتشجيعها على الانتقال من مربع الانقسام إلى الانفصال وتعطيل الجهود المصرية".

وتابع "علما أن مصر ستبدأ، الأسبوع المقبل، جولة حوارات مع حركة حماس؛ لوضع اتفاق 12 تشرين الثاني 2017 موضع التنفيذ العملي، والوصول إلى إنهاء الانقسام وإزالة أسبابه، وبالتالي فتح الطريق أمام الشراكة وعودة حكومة الوفاق الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمهيداً للشراكة الوطنية الفلسطينية".

وأشار مجدلاني إلى أنه "نعتبر أن هذا السلوك سواء من قبل قطر أو إسرائيل هو تشجيع لحركة حماس على رفض كل أشكال المصالحة، ومواصلة سيطرتها على قطاع غزة، وإقامة كيان سياسي تمهيداً لانخراطها في صفقة القرن".

ووقف موظّفو الدوائر الحكومية في قطاع غزة في طوابير طويلة الجمعة لاستلام رواتبهم المتأخرة بعد وصول دفعة ماليّة من قطر، في إطار جهود جديدة للتهدئة في القطاع الفقير الذي تسيطر عليه حركة حماس بعد أشهر من الاحتجاجات والصدامات التي خلفت أكثر من مئتي قتيل في الجانب الفلسطيني.

وسيتمّ توزيع ما مجموعه 90 مليون دولار على ستّ دفعات شهرية قيمة كل منها 15 مليون دولار، وفقا لسلطات القطاع، وذلك أساساً لتغطية جزء من رواتب عشرات آلاف الموظّفين الذين يعملون تحت إدارة حركة حماس في القطاع المحاصر من إسرائيل، ويعاني من الفقر وانقطاع الكهرباء في حين تغلق مصر معبر رفح.

وقال مصدر في حماس في غزّة إنّ سفير قطر لدى غزّة محمد العمادي جلب الأموال عبر معبر إيريز مساء الخميس. ويعد حدثاً استثنائياً أن تسمح إسرائيل التي تسيطر على كل معابر القطاع ما عدا معبر رفح بتمرير الأموال التي نقلت على شكل أوراق نقدية في حقائب، وفق ما أفاد مصدر في الجانب الفلسطيني من المعبر.

ويشكل تحسين ظروف المعيشة، ولا سيما تسليم رواتب موظفي حماس عاملاً مهماً للتهدئة، إذ يعيش نصف سكان غزة تحت خط الفقر ويعاني 55% من البطالة في حين أن الاقتصاد في حالة انهيار، وفق البنك الدولي. وقطر التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل هي حليف قديم لحماس التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "منظمة إرهابية".

وتبذل قطر دوراً مهماً في جهود التهدئة. وهي وافقت برعاية الأمم المتحدة وبموافقة إسرائيل على أن تمول ابتداء من تشرين الأول/أكتوبر وعلى مدى ستة أشهر وبقيمة ستين مليون دولار ثمن الوقود الإضافي اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة ممّا سمح بتخفيض ساعات انقطاع الكهرباء إلى أدنى مستوى منذ عدة سنوات. وقررت قطر هذا الاسبوع تقديم مساعدات بقيمة خمسة ملايين دولار إلى خمسين ألف عائلة فقيرة في غزة.

ولكن من غير المضمون أن تنجح جهود التهدئة التي تلقى معارضة لدى الجانبين ولا سيما السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً في رام الله والتي تخشى من تجاوزها ومن الاعتراف بسلطة حماس على غزة بحكم الامر الواقع.