تحطم الطائرة وقوة وعشوائية "بوتين".. 3 نتائج للقتل المفترض لزعيم "فاغنر"!

ذانيوز اونلاين// رأى البروفسور الفخري في كلية الدراسات السلافية والأوروبية الشرقية في جامعة لندن، مارك غاليوتي، أن ثلاث نتائج ستترتب على المقتل المفترض لزعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين.

وكتب "غاليوتي"، في مجلة "سبكتيتور" البريطانية، أن أمورًا كثيرة لا تزال غير واضحة بشأن مصير "بريغوجين"، بدءًا بما إذا كان قد مات بالفعل في الطائرة الخاصة التي تحطمت في منطقة تفير الروسية، وصولًا إلى سبب تحطم الطائرة. ففي "روسيا اليوم"، يمكن أن تكون "المشاكل الميكانيكية" رائجة، ومع ذلك فالاحتمالات الراجحة هي أنه قُتل بالفعل، وأنه سيترتب على ذلك ثلاثة أمور.

أولًا: قدَر فاغنر محتوم

من غير المرجح حتى لعملياتها في إفريقيا أن تستمر على المدى الطويل، فبالنظر إلى مدى ارتباطها بالصفقات الشخصية والتدفقات المالية غير المشروعة والتفاهمات الفاسدة التي تَوَسط فيها بريغوجين نفسه؛ فقد تحاول شركات مرتزقة روسية أخرى، مثل شركة ريدوت التي يديرها وزير الدفاع سيرغي شويغو، المنافس اللدود لبريغوجين، التدخل في أعمال فاغنر؛ لكن من غير المرجح أن تتمكن من استبدالها بهذه البساطة.

ثانيًا: إغلاق الكتاب

قرر الكرملين أنه يمكنه إغلاق الكتاب المتعلق بتحقيقاته في تمرد "فاغنر" الأخير، وأنه حدّ من دعمه ومن تعاطف معه؛ فقد اختفى الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي يشتبه في كونه الداعم العسكري الأبرز لبريغوجين، أثناء الاحتجاز والاستجواب بعد الانقلاب؛ فهل هي مجرد صدفة أنه في اليوم نفسه لتحطم الطائرة تم فصل "سوروفيكين" رسميًّا من منصبه كقائد للقوات الجوية الفضائية؟

حقبة جديدة.. من الاغتيالات

ثالثًا: أن بوتين الذي كان يتعين عليه -على الأقل- كسب موافقة على أي قرار لقتل "بريغوجين"؛ قد انتقل إلى حقبة جديدة وأكثر صراحة من الاغتيالات، فلم يكن هذا انتقامًا على نحو أعظم مما كان عليه في الماضي وحسب؛ بل أيضًا بعدما أعطى بوتين -على ما يبدو- مُلازمه الأسبق وقفًا مؤقتًا على الأقل لتنفيذ حكم الإعدام، وربما يأمل الرئيس الروسي في أن يؤدي ذلك إلى تعزيز موقفه؛ لكن يمكن القول إن العكس قد يكون صحيحًا.

موقف النخبة

وحسب الكاتب، فمن المرجح أن تنظر النخب الروسية إلى هذا باعتباره دليلًا لا على قوة بوتين؛ بل على أنه عشوائي بشكل قاتل ومتزايد؛ حيث تحوله بهذه السرعة من انتقاد "بريغوجين" باعتباره خائنًا، إلى دعوته لقمته الإفريقية الأخيرة، ثم إلى قتله، لن يفعل شيئًا لتهدئة الأعصاب بشأن حالة بوتين الذهنية وقبضته على النظام.

لقد كان التمرد في حد ذاته علامة على فشله في إدارة النزاعات الأفقية بنجاح؛ منذ البداية، كانت هذه الإدارة محورية في أسلوب حكم "بوتين". وبطبيعة الحال، من خلال التمرد، حتى ولو كان بقصد إقناع الرئيس بدعمه ضد شويغو؛ لا بهدف الإطاحة به، حسم "بريغوجين" مصيره.